ارتفعت حصيلة وفيات الأمطار الطوفانية التي تهاطلت على غالبية مناطق المغرب إلى ما يقارب 42 شخصا إلى حدود زوال الثلاثاء 30 نونبر 2010 بكل من بوزنيقة وسلا وخنيفرة والحسيمة، فيما اعتبر آخرون في عداد المفقودين، وقد تسببت الاضطرابات الجوية التي شهدتها المملكة ابتداء من نهاية الأسبوع والتي امتدت شمالا حتى منطقة طنجة وجنوبا نحو منطقة سوس مرورا بالسهول الغربية، وأعطت تساقطات مطرية غزيرة وبكميات مهمة خاصة بالمنطقة الشمالية الغربية وناحية تارودانت، إلى مقتل 18 عاملا بإحدى الشركات الصناعية ببوزنيقة كحصيلة أولية، بعدما سقطت الحافلة التي كانت تقلهم الثلاثاء في وادي أغبار على الطريق الرابطة بين الدارالبيضاءوبوزنيقة، وإلى حدود زوال الثلاثاء، كانت عملية انتشال الجثث مستمرة حسب ما أفاد به شهود عيان ل''التجديد''، فيما تبقى الحصيلة مرشحة للارتفاع، بعد ورود أخبار على أن الحافلة المنكوبة كانت تقل أكثر من 30 عاملا، كما تحدثت عناصر من عين المكان، أن من بين الضحايا أحد العناصر المدنية الذي كان يحاول مساعدة أحد الضحايا قبل أن تجرفهما المياه. وفي السياق ذاته، تتحدث مصادر ''التجديد'' عن سقوط سيارة من نوع أونو كانت تقل 3 أشخاص من عائلة واحدة، يعتبرون لحد كتابة هاته السطور في عداد المفقودين، فيما يشهد محيط الوادي حضورا مكثفا لعائلات الضحايا. وبمدينة خنفيرة، علم لدى السلطات المحلية بالإقليم أن ثلاثة أشخاص من أسرة واحدة لقوا مصرعهم، وأصيب اثنان آخران مساء أول أمس الإثنين في حادث انهيار سقف منزل طيني في الجماعة القروية للهري التابعة للإقليم بعد الأمطار التي تهاطلت على المنطقة . وأفادت المصادر ذاتها أن الحادث أسفر عن مقتل الأب (38 سنة )، وطفلة عمرها ثماني سنوات، وطفل عمره ثلاثة سنوات، بينما أصيبت الجدة وطفل آخر يبلغ من العمر 12 سنة وتم نقل الضحايا إلى المستشفى الإقليمي بخنيفرة. وبالحسيمة، تم مساء أول أمس الإثنين بإقليم الحسيمة انتشال جثة شخص فيما اعتبر ستة آخرون في عداد المفقودين بعد أن جرفتهم مياه أمطار غزيرة مصحوبة بالتربة على الطريق المحاذية لأحد الأودية وهم على متن سيارة حسب مصالح الوقاية المدنية. وأوضحت المصادر ذاتها أن الحادث وقع على مشارف دوار مزوز بالجماعة القروية بني أحمد إموكزن على الطريق الوطنية رقم 8 الرابطة بين الحسيمة وتاونات، فيما تزال عملية البحث عن المفقودين متواصلة وفي الموضوع ذاته، لقي شخص (35 سنة) مصرعه، في الساعات الأولى من صباح الثلاثاء، جراء انهيار جزئي لسقف أحد المنازل بالمدينة العتيقة بسلا نتيجة التساقطات المطرية . وفي السياق ذاته، أكدت القيادة الجهوية للوقاية المدينة بولاية طنجة تطوان أن شخصا اعتبر في عداد المفقودين قد تكون جرفته السيول القوية لواد امريجات بدائرة مقريصات بإقليم وزان . وأوضح المصدر ذاته أن عناصر الوقاية المدنية، التي هرعت لعين المكان فور إشعارها بالحادث، لم تتمكن من إنقاذ الضحية الذي قد تكون جرفته السيول حينما كان يهم بعبور واد امريجات نحو الضفة المقابلة. إلى ذلك، تعيش مدينة الدار اليبضاء التي سجلت فيها مقاييس الأمطار 178 ملمترا، منذ أمس حالة من الغضب في صفوف الساكنة، نتيجة التدخل الذي اعتبر محدودا للجهات المعنية، مقارنة مع حجم الكارثة التي تعيشها معظم أرجاء المدينة، حيث يصعب الوصول إلى العديد من المناطق خاصة الموجودة بالضواحي كالهراويين والهجاجمة والنواصر ومجموعة من الكاريانات، التي تعيش أسرها مشردة بالشوارع منذ ليلة الثلاثاء. وببعض الأحياء بسيدي مومن القديم، وصل علو المياه التي غمرت مجموعة من الأحياء القصديرية مختلطة بالمياه العادمة قرابة المترين، محدثة خسائر مادية جسيمة في الأثاث والممتلكات، ككاريان أعريب، وبيجو، والرحمانة، والسكويلة، والغالية، ودوار بوجمعة. وسجل السكان تأخر تدخل شركة ليديك لإنقاذ المتضررين، وقد حاصر سكان سيدي مومن في وقفة احتجاجية في دوار أعريب وأمام المقاطعة الجماعية تجهزات الشركة من سيارات ومعدات احتجاجا على تأخرها في التدخل. وفي السياق ذاته، تطوع بعض المواطنين لجمع الملابس، وتوفير الغذاء لسكان المناطق المنكوبة. وفي موضوع متصل، عم انقطاع التيار الكهربائي الذي شهدته المدينة إلى حدود زوال أمس العديد من المستشفيات والمصحات، مما سيخلف نتائج، وصفتها مصادر طبيبة بالكارثية خاصة بعد انقطاع التيار الكهربائي على مصحة ابن سينا الخاصة بتصفية الكلي (الدياليز)، ودخول المياه إلى بعض مرافقها. وبسبب الأمطار التي وصفت بالاستثنائية، والتي ما تزال تشهدها مدينة الدارالبيضاء، فقد أقفلت المدارس التعليمية أبوابها صباح أمس الثلاثاء. ومن جانبه، أعلن المكتب الوطني للمطارات أن الطريق السيار والخط السككي الرابطين بين الدارالبيضاء ومطار محمد الخامس تم إغلاقهما مؤقتا بسبب التساقطات المطرية التي تشهدها الجهة. وأوضح المكتب في بلاغ له أن هذه الوضعية تسببت في تأخير بعض الرحلات جراء النقل المتأخر للأمتعة والمسافرين. وأضاف المصدر ذاته أن الولوج إلى المطارات الأخرى بالمملكة لا يشهد أي اضطرابات حاليا. كما أعلن المكتب الوطني للسكك الحديدية أن حركة القطارات شهدت اضطرابات إثر توقف مؤقت لحركة النقل بين الدارالبيضاء والرباط بسبب التساقطات المطرية الغزيرة التي تشهدها المملكة منذ يوم الإثنين 29 نونبر 2010.