بعد النجاح الكبير الذي حققه مشروع القناة الباطنية بالقصر الكبير شرعت مدينة طنجة مؤخرا في استنساخ التجربة القصرية لحماية مدينة طنجة من فيضانات واد السواني الذي تتسبب فيضاناته في الكثير من الخسائر المادية لمدينة طنجة و قد حازت مقاولة ''ميجيك'' صفقة انجاز أشغال هذا المشروع الضخم الذي مولته وكالة إنعاش وتنمية أقاليم الشمال في حين كلفت وكالة الحوض المائي اللوكوس بمراقبة الأشغال وتسييرها باعتبارها مسؤولا منتدبا عن المشروع. و تجدر الإشارة إلى أن هدا المشروع جاء بعد النجاح الكبير الذي عرفته تجربة القصر الكبير في مجال الحد من خطورة الفيضانات الموسمية ... و معلوم أن مدينة القصر الكبير قد ظلت مهددة بالفيضانات على مر التاريخ، و هي فيضانات موسمية تتفاوت خطورتها بين سنة و أخرى إلا أنها ظلت تكبد ساكنة القصر الكبير خسائر فادحة في الممتلكات و البضائع إلى أن أقدم المجلس البلدي للقصر الكبير على إخراج مشروع القناة الباطنية إلى حيز الوجود. وللتذكير فقد انطلقت أشغال مشروع حماية القصر الكبير من الفيضانات منذ سنة 2005 من خلال تشييد قناة باطنية تستوعب نحو 37 متر مكعب من المياه في الثانية أي 133 ألف و 200 متر مكعب من المياه خلال كل ساعة وهي كمية كانت كافية لإغراق أجزاء مهمة من المدينة بعد كل تهاطل للأمطار... إذ تقع المنطقة الشرقية من المدينة عند منخفض يستقبل مياه الأمطار القادمة من شعابتين مائيتين، هما شعابة واد العثيل و شعابة خندق العسة و كان مشروع القناة الباطنية للقصر الكبير قد كلف غلافا ماليا قدره 120.000.000 درهم. وقد كان الذكاء الديبلوماسي و المساعي الحثيتة التي قام بها المجلس البلدي رفقة عدد من الفاعلين، وراء إقناع عدد من المؤسسات الحكومية و الجماعية من أجل المساهمة في بلورة الغلاف المالي اللازم لإخراج مشروع القناة الباطنية إلى حيز الوجود، حيث ساهمت فيه مجموعة من الجهات أبرزها، وزارة الداخلية و كتابة الدولة المكلفة بالماء و المجلس الجهوي لطنجة - تطوان و المجلس البلدي لمدينة القصر الكبير والمجلس الإقليمي للعرائش ووكالة الحوض المائي اللوكوس. و كانت أشغال القناة الباطنية للقصر الكبير قد انتهت أواخر سنة 2006 ... حيث بلغ الطول الإجمالي لهذه القناة 2561 متر خطي و جاءت على شكل قناتين من الاسمنت المسلح و هما متوازيتين و مربعتي الشكل ( 2.75على 2.75 متر لكل منهما ) ... و قد أنجز بجانب هذين القناتين، قنوات منفصلة مخصصة للتطهير السائل، بلغ طولها 4511 متر خطي .. بالإضافة إلى مجموعة من المنشآت الفنية و الوقائية عند أعالي القناة من قبيل عتبات الترسب و الحواجز المائية. ورغم أن الطاقة الاستيعابية للقناة الباطنية قادرة على تصريف نحو 133 ألف و 200 متر مكعب من المياه خلال كل ساعة إلا أن امتلاء فواهات المجاري بالطمي و القادورات قد يحد من فعالية القناة وهو ما قد يتسبب في اضطرابات غير محمودة عند بداية كل فصل مطير. والجدير بالذكر أن هذا المشروع قد لعب دورا كبيرا في تحقيق الارتياح لدى ساكنة القصر الكبير من أهوال الماضي حيث أن هده القنوات العملاقة قد خلصت المدينة من فيضانات موسمية كانت تغمر المنازل بارتفاع يتراوح بين متر و متر و نصف متسببة في أضرار كبيرة وخسائر بليغة للساكنة والتجار خصوصا بالأحياء الشرقية للمدينة، كما أنها كانت قادرة على شل الحركة الاقتصادية للقصر الكبير من خلال تعطيل حركة المرور بين شطري المدينة التي اعتادت ساكنتها على المعاناة خلال كل شتاء مطير. *ذ. عبد الصمد الحراق.