قال كريم مفتال، المنضم حديثا إلى المولودية الوجدية، إنه استفاد كثيرا من تجربته في القسم الثاني، بين أحضان النادي المكناسي، وسيحاول توظيف تجربته في خدمة فريقه الجديد، لمساعدته على استعادة أمجاده، خصوصا أن كل الظروف متوفرة لإعادة كتابة تاريخ هذا الفريق العريق. وكشف مفتال في حوار أجراه معه ”الصباح الرياضي”، أنه مصر على تأكيد أحقيته في ارتداء قميص فريق ذي مرجعية تاريخية كبيرة، متمنيا أن يكون بوابته نحو ارتداء القميص الوطني من جديد. ونفى مفتال أن يكون ندم على اختياره العودة من فرنسا، حيث الاحتراف في أسمى صوره، نحو بطولة هاوية ينقصها الكثير، مؤكدا أنه مقتنع باختياره الذي تحكمت فيه دوافع رياضية صرفا، بعيدا عن الهاجس المالي، ساندته فيه عائلته التي تعتز بقراره على حد قوله. واعتبر مفتال تجربته رفقة الوداد الرياضي الفاسي، الأسوأ في مسيرته في البطولة الوطنية، لما تخللها من مشاكل اجتماعية ورياضية كادت تقضي على آماله في مواصلة ممارسة هوايته المفضلة، لولا إيمانه وقدرته على تجاوز الصعاب. وفي ما يلي نص الحوار: ماذا تنتظر من عودتك إلى القسم الممتاز بعد موسمين في الظل؟ الشيء الكثير، بعد أن استفدت كثيرا من تجربتي في القسم الثاني. أتطلع لتأكيد أحقيتي في الانتماء إلى فريق عريق بقيمة المولودية الوجدية، وأنني مازلت قادرا على العطاء، بعد أن اختمرت تجربتي، وصرت على دراية تامة بكل صغيرة و كبيرة في منافسات البطولة. ماذا تعني بكل صغيرة وكبيرة؟ أعني بها المحيط والظروف التي تجري فيها المنافسات، وكذا عقليات اللاعبين والحكام، والفضاءات التي تحتضن المباريات، وهذا أمر مهم بالنسبة إلى أي لاعب يريد أن يثبت كفاءته في منافسة قوية كالبطولة الوطنية. قضيت حوالي تسع سنوات في البطولة الوطنية، قادما إليها من دوري احترافي قوي، ومع ذلك مازال الجمهور ينتظر منك الشيء الكثير. ألا تعتقد أنك تأخرت بعض الشيء في إبراز مؤهلاتك؟ صحيح أنني تأخرت بعض الشيء في الاندماج مع الأجواء، لكنني لم أبخل أبدا في تقديم مجهودات داخل كل الأندية التي دافعت عن ألوانها، لكنه الحظ الذي عاكسني في مجموعة من المحطات، والأكيد أن المستقبل سيكون أحسن، وإن شاء الله سأؤكد للجميع أنني كنت مصيبا في الاختيار. عن أي اختيار تتحدث؟ اختيار العودة إلى الممارسة في البطولة الوطنية، في هجرة معاكسة من الاحتراف صوب الهواية. ألم تندم على اتخاذ هذا القرار؟ أبدا، رغم الظروف القاسية التي اجتزتها في بعض المحطات، لكنني مقتنع بأنه كان الاختيار الصائب، خصوصا أنني عاشق لكرة القدم الحقيقية كما تمارس هنا في المغرب، بحرارة المدرجات والعشق الجنوني، الذي يزيدني حماسا، ويؤكد أنني كنت على صواب، بعيدا عن الهاجس المالي، الذي يشغل بال كل اللاعبين تقريبا. وماذا عن محيطك؟ تقصد عائلتي. الجميع ساندني، ومازال يساندني في اختياري، ويقدم لي الدعم المادي والمعنوي، في سبيل تحقيق أمنيتي، المتمثلة في ممارسة هوايتي على طبيعتها دون زيف أو تزوير. خضت مجموعة من التجارب، ما هي المحطة التي أثرث فيك كثيرا وكنت تتمنى أن تستمر فيها أطول فترة زمنية؟ أكيد أنها محطة الوداد الرياضي البيضاوي، الفريق الذي كان وراء قرار العودة، لكن للأسف سارت الرياح بما لا تشتهيه السفن، ومع ذلك أحتفظ بذكريات جميلة رفقة هذا الفريق العريق، خصوصا مباراة الديربي أمام الغريم التقليدي، الرجاء الرياضي، الذي أكن له كل الاحترام، وتمنيت لو دافعت عن ألوانه في محطة من المحطات. وما هي أسوأ ذكرى في هذه التجربة التي تتواصل للموسم التاسع على التوالي؟ توقيعي للوداد الرياضي الفاسي، الذي عشت رفقته كابوسا مزعجا على جل المستويات، الاجتماعية منها والمالية وحتى الرياضية. على كل حال سامح الله من كان سببا في ما حصل داخل ”الواف”. كدت أنهي مسيرتي الكروية، بسبب المشاكل التي عشتها داخل هذا الفريق، الذي يستحق مسيرين أفضل من أولئك الذين عاصرتهم شخصيا. وماذا عن تجربتك داخل النادي المكناسي؟ رغم كل الظروف التي كانت محيطة بالفريق، إلا أنها كانت تجربة إنسانية أكثر منها رياضية، بكل ما للكلمة من معنى، تعلمت خلالها الصبر والتضامن والنضال في بعض الأحيان، مع مسيرين ومسؤولين في المستوى. تصور أنهم كانوا أول من اتصلوا بي وهنؤوني على التوقيع في كشوفات المولودية، بل إنهم طلبوا مني اللجوء إلى الجامعة لنيل مستحقاتي المالية العالقة لديهم، في خطوة أثرت في كثيرا، واعتبرتها في ظل الظروف التي يجتازها الفريق منتهى النبل واحترام الآخر. كيف تنظر إلى مستقبل المولودية في القسم الممتاز بعد سبع سنوات من الغياب؟ في ظل المتغيرات الحالية، والمشروع الرياضي الذي شجعني على التوقيع للفريق، أعتقد أنه ماض في الاتجاه الصحيح نحو بناء فريق قوي قادر على إعادة أمجاده، وتمثيل المنطقة أحسن تمثيل في بطولة القسم الممتاز. أعتقد أن كل شيء متوفر، من أجل إعادة كتابة تاريخ هذا الفريق العريق، وتفادي أخطاء السنوات الماضية، التي أدى ثمنها غاليا جيل من أبناء المنطقة، ظلوا يتنقلون على امتداد سنوات بين مجموعة من الأندية عبر ربوع المملكة. وماذا عن طموحك الشخصي؟ أتمنى أن يكون المولودية بوابتي نحو ارتداء القميص الوطني من جديد. أعرف أن امحمد فاخر، مدرب المحليين حريص على متابعة جميع مباريات القسم الأول، وأتمنى أن أحظى بثقته، لأحقق حلما ظل يراودني منذ مونديال الشباب 2005. أجرى الحوار: نورالدين الكرف