بقلم أشرف لكنيزي الأحد 4 من يناير 2014 , يوم غير عادي لكونه صادف ميلاد سيد البشرية سيدنا و رسولنا محمد عليه أفضل الصلوات و السلام , تزامنت هذه الذكرى مع للقاء القمة , و الذي جمع فريق الوداد البيضاوي متصدر البطولة الوطنية بمضيفه الخريبكي بمركب الفوسفاط بخريبكة , قمة على جميع المستويات رفعت درجة الحذر و التأهب لدى جل الفعاليات بالمدينة و الإقليم , إجتماعات مكثفة بين جل المعنيين عن المبارة من أجل تنظيم نموذجي للقاء , لكن للأسف وسط هذا التحضير المكثف من طرف السلطات المحلية و فعاليات المدنية بالمدينة , يفاجئ الرأي العام المحلي و ساكنة مدينة خريبكة بصور و تغريدات على مواقع تواصل الإجتماعي تدعي بوجود تهديدات خريبكية للجماهير الودادية , لم تكن هذه الإشاعات مزيفة سوى لأصحاب الصفحات الفايسبوكية و المواقع الإلكترونية التي لا تملك حس المواطنة و الوطنية , و التي تسعى لربح لايكات و الإشهار دون الأخذ بعين الإعتبار أن ما تقوم به هو إشعال فتنة كاذبة , لكن لحسن الحظ هذه الإشاعات المزيفة قابلتها ردت فعل إيجابية إستحسنها الرأي العام الخريبكي , بصدور بيانات إستنكارية من طرف الجماهير الخريبكية و جمعيات المحبين , و حتى الإلثرات الخريبكية المساندة للفريق عبر صفحاتهم على مواقع التواصل الإجتماعي و مواقع الإخبارية , كل هذا صدر في حين أني كنت أحضر لاجتماعات الإلترات الخريبكية و التي كانت منهمكة في التحضير لتنشيط يليق بحجم اللقاء , و رسم صورة حضارية للمدينة الفوسفاطية , أسبوع من التحضير و نكران الذات و الله شاهد على ما أقول . الساعة تشير لتاسعة صباحا أعضاء إلتراس غرين غوست قصدوا ملعب باكرا من أجل وضع اللمسات الأخيرة في الفيراج , في حين بارابرافا زونا كلونديستينو إختاروا أن يشتغلوا بأحد المنازل , قبل أن يلتحقوا في تمام الساعة ثانية عشر زوالا بالملعب , جمعيات المحبين , إنقسمت بين الأبواب المخصصة للجماهير الخريبكية و الودادية , من أجل مساعدة رجال الأمن في تأطير الجماهير و تسهيل عملية الولوج , حركة غير إسثتنائية بالمدينة و خاصة بالقرب من مركب الفوسفاط , دوريات أمنية مكثفة , تعبئة أمنية فاقت 1600 رجل أمن سهروا على تأمين الجماهير الودادية و التي أنطلقت في حدود الساعة 10 من محطة الأداء برشيد في إتجاه مدينة خريبكة , تم مرافقتهم من أول نقطة تراب بمدينة خريبكة إلى حين ولوجهم الملعب , و تم منحهم أكثر من ألف تذكرة , لتمر المبارة في أجواء رياضية دون تسجيل أي حادث شغب ذاخل مركب الفوسفاط , فور نهاية المقابلة خرجت فصائل المياندة للفريق الخريبكي لتلتحق بالمقهى من أجل تقييم أدائها التشجيعي , في حين تم تفرقت الجماهير الأخرى . الساعة السابعة و النصف من مساء الأحد الأسود ستشهد حكاية أخرى فصولها بدأت بمنطقة ثلاث الأولاد , هذه الجماعة القروية التي تبعد عن مدينة خريبكة بحوالي 22 كلم و تنتمي لإقليم سطات , تم إعتراض مجموعة من السيارات التي تقل الجماهير الودادية و تم الإعتداء عليهم في حادث مأساوي , فصول هذا الحادث صدرت لها عدة تحاليل منها ما يبدوا منطقي و يتقبله العقل و منها ما يغرد خارج سراب الوعي , على سبيل المثال إنساب هذا الحادث للجماهير الخريبكية مع العلم بالمسافة الفاصلة , من سابع المستحيلات أن تتنقل الجماهير الخريبكية مباشرة بعد نهاية اللقاء ألى ثلاث الأولاد محملة بالسيوف و الحجارة , و بالمئات في ظل تطويق أمني مشدد للمحطة الطرقية , و وجود دوريات التفتيش الأمنية في نقطة مغادرة المدينة , من جهة ثانية ترويج للافتة حملها الجمهور الخريبكي مكتوب عليها بعد 90 دقيقة يبدأ الحساب , و هي لافتة تم رفعها السنة الفارطة في وجه رئيس الفريق حين كان الفريق قاب قوسين أو أدنى من مغادرة القسم الأول في إتجاه قسم المظاليم , كل هذه الإشاعات تم ترويجها في الوقت الذي كانت الجماهير الودادية تعيش كابوس الموت بمنطقة ثلاث الأولاد , عوض الإتصال بالسلطات و الظغط عليهم من أجل التدخل كانت بعض المواقع و الصفحات تتفنن في نشر العداء و الفتنة بين الجماهير الخريبكية و الودادية . ما حصل بثلاث الأولاد يتعلق بثأر بين الساكنة و الجماهير , ففي تنقل جماهير الوداد السابق لمواجهة نادي شباب خنيفرة بمركب الفوسفاط بخريبكة , في للقاء مقدم برسم الجولة الثامنة من الدوري المغربي للمحترفين , بالظبط مساء يوم الجمعة 7 نونبر 2014 , بعض الجماهير المحسوبة على فريق الوداد البيضاوي , و بعد إنتهاء المبارة لصالح الفريق الأحمر و في طريق العودة للبيضاء حصدت معها الأخضر و اليابس , و قامت بإتلاف زجاج الواجهات التجارية و سيارات المواطنين , مما خلف تدمر لدى الساكنة المحلية لمنطقة ثلاث الأولاد , وجعلهم يتوعدونهم وهذا ما حصل يوم العودة غلى المنطقة , يوم الأحد بعض الجماهير الودادية مرت من منطقة ثلاث الأولاد و هي تتلفظ بألفاظ نابية و تشعل شهب الإصطناعية و هو ما إستفز الساكنة كما يوضحه الشريط المنتشر عبر مواقع التواصل , مجموعة من أفراد هذه الساكنة إستغلوا غياب الأمن الكافي لتأمين مرور الجماهير الودادية على إعتبار أن هذه الجماعة القروية تابعة لدرك الملكي , ليضربوا بالحجارة كل العربات ذات الترقيم البيضاوي و التي تقل الجماهير الودادية . خلاصة القول هناك بعض المجرمين لا يعرفون كرة القدم و حركة الإلتراس , يجدون في كل تنقل فرصة للربح و نهب ممتلكات الغير , يتمنون أن يلعب فريقهم ثلاثون دورة بعيدين عن ديار بإعتبارها فرصة للإسترزاق , هذه المجموعات التي تسوق صورة غير حضارية عن الفيراج المغربي بصفة عامة يجب ردعها بقوة القانون , حتى لا نجد نفسنا يوما أمام قرار إحلال الإلتراس بالمغرب , هذه المجموعات المغربية التي تحتل مراتب الاولى عالميا لا يمكن أن نخرب ما بنته طيلة سنوات من العمل و التضحية في طريق مجموعات إجرامية , من جهة ثانية هنالك خلية إلكترونية لا تعرف ما هو الملعب و لا تعرف معنى تنقل , لأنها تتكلم خلف الحواسيب و تصدر تعليقات عنصرية في حق جماهير أخرى مما يتسبب في نشر الفتنة هؤلاء الأشخاص الافتراضيين يجب ردعهم بالقانون لكونهم يحرضون على انتشار العنف و الكراهية , بالنسبة لأحداث ثلاث الأولاد يجب معاقبة من كانوا سببا في أنتشار العنف و تخويف السكان , و محاكمة من تسبب في ضرب الجماهير الودادية لأننا بكل بساطة نعيش في دولة ينظمها قوانين و أحكام , و لسنا في غابة يسودها قانون الغاب , اللهم إذا كانت هناك مؤامرة لإحلال الإلتراس تطبخ على نار هادئة . اتركوا جنود الفيراج جانبا , دعوا الإلتراس تشتغل فالفيراج من يمتعنا طيلة ثلاثون دورة , فالمردود الكروي لمباريات البطولة يغيب و يحضر بشكل متذبذب , لكن الإلتراس تمتع و تبدع طيلة الموسم .