إذا كانت سُمعة مؤسستنا في محاربة الفساد مهزوزة لعدم اعتماد سيادة القانون في مواجهة الجميع. ولأن أي إصلاح كيفما كان نوعه تبقى آثاره محدودة مع استمرار النزيف الذي يُشكله أخطبوط الفساد الذي ينهك المؤسسة ويبدد طاقاتها لفائدة كمشة من الفاسدين. ومن بين المطالب الأكثر إلحاحا التي طالما طُرحت من لدن العمال على بوابتنا، وامتلأ الشارع المغربي صراخا بها خلال الشهور الأخيرة مطلب إسقاط الفساد الذي يتمثل في تفشي الرشوة ونهب المال العام أو تبديده وصرفه في نفقات غير مجدية بسبب سوء التدبير أو عدم الإلتزام بالأمانة أو غير ذلك من أشكال الفساد التي تنخر عددا من المرافق العمومية وتُضيٍّع على المجمع الشريف أموالا كثيرة يمكن توظيفها في مواجهة الخصاص الذي تعانيه عدة مصالح وسد النقص الموجود في الخدمات الاجتماعية. ويظل مطلب إسقاط الفساد من المطالب الأكثر راهنية اليوم، لأنه يصعب الحديث عن الإصلاح والتغيير دون اتخاذ تدابير حازمة لمُحاربة الفساد ودون الإقدام على خطوات ملموسة من شأنها إعطاء صورة مغايرة لما كان وما زال سائدا من ممارسات منحرفة وسلوكيات فاسدة لمدراء ومسئولين كبار لا زالت تُواجَه في آسفي وفوسبوكراع وخريبكة بالتغاضي وغض الطرف أو التجميد غير المبرر. ولا تنحصر الآثار السلبية لعدم اتخاذ تدابير ملموسة، وإنما تؤدي كذلك إلى تكريس عدم الثقة في أي مشروع إصلاحي مع استمرار التغاضي عن ملفات الفساد والمفسدين. أخيرًا، وبعد كل ما جاء من تنديد وكشفٍ للأفاعيل والأسماء على موقع بوابة عمال فوسبوكراع، وخصوصا موضوع "دون كيشوت"، بادرت الإدارة العامة بعد تحقُّقها مما قُلناه ولِحِفْظ ماء الوجه، بادرت إلى إعفاء الكيسي من منصبه. بإمكاننا أن نُجزم إذن أن مركز خريبكة إنعتق من الأغلال الظالمة التي قُيِّد بها طوال سنوات من حكم مدير القطب والمسؤول الاول المدعو كايسي عبد الرزاق. وقد تصدر هذا المسئول وبعض بيادقه (الدرداكي، علي لغريب وآخرون) عدة صفحات على بوابتنا، حيث تراجعت في عهدهم كل الحسنات وتفشى الظلم والإبتزاز في أرجاء القطب وتراكمت المشاكل وإستعصت الحلول خلال سنوات مسؤوليته. نعم تم أخيرا إقالة مدير القطب بخريبكة وتعيين شخصية تَشهد وتُكن لها شغيلة فوسبوكراع كل الإحترام والتقدير، والتي تركت بصمات طيبة أينما حلت. فقد قرر المدير العام للمجمع تعيين رجل المُهمات الصعبة والمفاوض المحنك السيد البويحياوي لإدارة مركز خريبكة وإيجاد حلول عاجلة لكل المشاكل المتراكمة التي باتت تهدد صيرورة الإنتاج والإمداد. السيد البويحياوي الذي ترك سمعة طيبة أينما حل، لا زال عمال فوسبوكراع يتذكرونه في أحاديثهم بشوق وخير كبيرين لا يُنَغصه سوى مغادرته هذا الفرع في الوقت التي تمنت الشغيلة بقائه فيه بعد المبادرات الإيجابية التي أقدم عليها والحركية التي لم تعرفها فوسبوكراع سوى في عهده. نهنئ شغيلة خريبكة على إنفراط عهد الطاغية وبزوغ عهد جديد كله أمل وخير مع وجود شخص بوزن البويحياوي على رأس الإدارة المحلية.