بمجرد انتهاء المقابلة التي جمعت فريق اولمبيك خريبكة، والدفاع الحسني الجديدي، بمركب الفوسفاط،، والتي انتهت بتعادل بين الفريقين 2/2. حتى حج إلى منزل المرحوم جواد أقدار جماهير غفيرة قدرت بالآلاف، لتودع أحد أبرز لاعبيها، في موكب جنائزي مهيب، انطلق من باب "الحرية"، بحي البيوت، حيث تنفس الحياة، وترعرع في أزقته الضيقة، وأبان عن مواهبه وقدراته..وهو صغير السن، ليصقل هذه الموهبة مع فريق الشبان، وبعد ذلك مع فريق اولمبيك خريبكة. فمن باب "الحرية"، وعلى امتداد الطريق المؤدية إلى مسجد ورش بحي الفيلاج، اصطفت آلاف الجماهير من محبيه وأصدقائه وجيرانه، وسكان مدينة خريبكة قاطبة، يهللون ويكبرون ..وهم يودعون لاعبا كبيرا من طينة المرحوم جواد أقدار، الذي اعتبره كل الذين استجوبتهم" المغربية"، باللاعب المتخلق الصموت..المحبوب في حيه، عند الصغار قبل الكبار، والذين اعتبروا موته، خسارة كبيرة، لعائلته الصغيرة والكبيرة، ولكل الفرق التي لعب فيها، داخل الوطن وخارجه. إذن ، من باب" الحرية"، بحي البيوت، رمز الاستقلال والبطولات، يودع الراحل جواد أقدار الحياة، وليس غريبا أن يولد في هذا الحي، الذي منه انطلقت انتفاضة 1952 لطرد المستعمر الفرنسي وعودة المغفور له محمد الخامس. من باب" الحرية" ، إلى مقبرة الشهداء بخريبكة، نقل جثمان الفقيد، في جنازة مهيبة حضر مراسيمها وفد رسمي، ترأسه عامل الإقليم، وشارك فيها العديد من الفعاليات الرياضية والجمعوية والسياسية والصحفية المحلية والوطنية، والمئات من جماهير فريق "لأوصيكا" وأبناء خريبكة، إضافة للاعبي ومسؤولي حسنية أكادير، التي انتهى معها مشواره الكروي بوفاته، ولاعبي فريق الدفاع الحسني الجديدي، الذين جاءوا لتقديم واجب العزاء. كما تلقت عائلة المرحوم العديد من اتصالات العزاء من المغرب وخارجه ومن أصدقاء الراحل وزملائه في الأندية التي مر بها. ويذكر أن المرحوم جواد أقدار قد فارق الحياة، يوم السبت المنصرم، إثر نوبة قلبية مفاجئة، مباشرة بعد نهاية المباراة التي جمعت فريقه حسنية أكادير أمام الكاك، وحسب تصريح زميله " حسة" الذي كان بجواره وقت حدوث الأزمة، أن سيارة الفقيد صعدت فوق الرصيف بشكل مفاجئ، فأوقف السيارة ونقله إلى إحدى المصحات، ليكتشف الطبيب انه أصيب بجلطة دماغية، وان إنقاذه لم يعد ممكنا. وكان المرحوم جواد أقدار( 28 سنة)، بدأ مساره الكروي في فريق أولمبيك خريبكة، قبل أن ينضم لنادي الرائد السعودي ومنه انتقل لفريق الجيش الملكي،ثم فريق حسنية أكادير الذي وقع في كشوفاته في بداية بطولة الموسم الجاري، علما أنه سبق له حمل قميص المنتخب الوطني الأول في عهد المدرب الزاكي وسنه لا يتجاوز 20 سنة. شهادات في حق المرحوم جواد أقدار: جواد الملياني - مدرب الدفاع الجديدي " أعتبره كأحد أبنائي، لقد احتضنته وهو صغير السن، كان عمره 17 سنة، وتمكن من التوقيع له ضمن فريق الكبار، رفقة وراد وعقال وبودلال وغفير ورفيق عبد الصمد والتفاني، وذلك خلال موسم 2000- 2001 " مضيفا في أسى: "جواد أقدار نعم اللاعب أخلاقا وسلوكا وحبا للعب الجيد النظيف ، رحمه الله زأسكنه فسيح الجنان..". فرانسوا براتشي – مدرب " لوصيكا " .. تعرفت عليه منذ 5 سنوات، فكان نعم اللاعب المتخلق، المعطاء..وأنا بدوري أعزي في هذا اللاعب الموهوب، وأنا جد حزين وآسف على فقدان لاعب جيد مثل أقدار. الله يرزق أسرته وعائلته ومحبيه الصبر والسلوان آمين.."