هذه القصة ليست من نسيج الخيال وإنما هي قصة حصلت لي في أحد أسواق المدينة . بينمت كنت اتسوق واقضي وقتا ممتعا مع بعض اصدقائي . إذ بولد صغير يشير إلي بإصبعه ويسأل أمه ،لماذا هذا الشاب قدمه غريبة ومشوهة؟.ولماذا يمشي هكذا ؟ سؤاله لم يكن جديدا علي ولكن جواب أمه كان كالقنبلة سقطت على أذني فاخترقت شظاياها قلبي . تخيلوا جواب الأم ،ماذا كان ؟قالت له أن هذا الشاب لم يسمع كلام أمه فعاقبه الله بهذه العاهة في قدمه. لدى يابني عليك أن تسمع كلامي دائما . أقول لهذه الأم الفاضلة التي تحرص على تربية ابنها بأنك جرحتني جرحا كبيرا . فياليتك خفضت من صوتك وانت تحدثين طفلك ،ولكن لم تحاولي حتى ذلك، فربما اعتقدتي بأنني معاق ذهنيا ولن أعي ماتقولين .لقد نسفتي 16 عاما قضيتها في المستشفيات أسعى فيها للتغلب على إعاقتي محاولا الوصول قدر المستطاع لوضع صحي طبيعي . إعاقتي أختي لم تكن أبدا عقابا من عند الله . ولدت بهذا التشوه الخلقي ولم أستطع المشي كباقي الأطفال .لقد كنت اعتمد على تنقلي بكرسي متحرك لمدة 14 سنة .لم استسلم خلالها .بل خضعت لأصعب العمليات ولم أستسلم للإحباط ،في كل مرة أحاول الوقوف بنفسي بدون مساعدة أحد ،كانت أحلى وأسعد أيامي حين أرى نفسي واقفا على أرجلي { بالنسبة لك يعتبر هذا الحلم تافها }، و ربما لا تتذكرينه حين تستيقظين ،ولكن أنا من كثرة سعادتي أصحو واتصدق من مالي لله شاكرا إياه على هذا الحلم الجميل الذي تحقق لي . أمضيت عمري كله وأنا اتمرن على الوقوف .عائلتي جزاهم الله عني خيرا تفانوا في علاجي ولم ييأسوا .ساندوني حتى وقفت على قدمي .بعدما خطوت أول خطوة لي بعد انتظار 15 سنة. مشيتي التي وصفتيها بانها عقاب من الله لي ،أنا أعتبرها فضلا ورحمة من عنده جل جلاله . بأن كلل سعيي وجهدي بالنجاح وجعلني أمشي بعدما كنت مقعدا.ليتك تتصورين مدى فرحتي وسعادتي حين خطوت أول خطوة في حياتي . أيتها الأم الفاضلة .... إن كنت تريدين إعطاء طفلك درسا عندما يشاهد شخصا معاقا مرة أخرى فقولي له أن هذا الشخص يحمل إعاقة ابتلاه الله بها ليختبره ،وأن الله إذا أحب مؤمنا ابتلاه . ولابد أن حياة هذا الشخص أصعب مرات ومرات من أي شخص آخر معافى ،و بالتالي يبذل جهدا أيضا في حياته كي يعيش محتسبا الله وصابرا ،فلتحمد ربك على نعمه يا بني و تعلم منه الصبر و المثابرة. تحية لكل معاق