لدي ابن حنون عمره 6 سنوات، وهو طفل طيب القلب لكن مشكلتي معه أنه لا يتقبل أبدا أن يخطئ، أو أن يهزم بأي حال من الأحوال، فمثلا إذا لعبنا كرة القدم لا يتقبل أن أحرز فيه أي هدف مع العلم بأنه يكون الفائز بهذا الهدف أو بدونه، وإذا كنت أراجع معه دروسه فلا يتقبل مني أي توجيه، وإذا أخبرته بخطأ يخبرني أني لا أعرف شيئا، وإذا كنت أقرأ معه كتابا يظل يسألني هل أخطأت؟ هل أخطأت؟ وإذا أجبته بنعم فإنه يظل يعيد الصفحة من أولها حتى يقرأها بدون أن يخطئ فيها. وهذا يقودني إلى مشكلة أخرى وهي أنني إذا حصل وأخبرته عن خطأ أو حاولت توجيهه في أي شئ يقول لي إني سيئة، وإنه يكرهني، ويعاندني بعدها ولا يستجيب لأي شئ أطلبه منه مهما كان العقاب شديدا؛ حتى لو كان الضرب المبرح فهو يصر على ما يريده، وأنا لا أعرف كيف تكون ردة فعلي مع كلامه بأنه يكرهني وأني سيئة، أحيانا أخبره أني لا أحبه لأنه لا يحبني وأحيانا أخرى أخاصمه، وأنا لا أعرف التصرف المثالي في مثل هذا الموقف؟ أم أحمد ضعي طفلك ضمن جماعة تذوب فيها فردانيته سيدتي الفاضلة، بارك الله لك في ابنك وأقول لك منذ البداية إن في مسيرتك خطأ ما. هذا الولد من النوع المميز والمصر على الفوز دائما. وقد يتطور هذا الأمر ليشكل عقدة يصعب التخلص منها في ظل الأسلوب الذي تتبعينه معه. فقد صغرت صورتك أمامه وسار وجودك نفعيا في عينه؛ في الوقت الذي ضخمت صورته أمامك بالعطف الزائد وبالنظرة الإعجابية حتى صار يتعامل معك على هذا الشكل. سيدتي: أول شيء ننصح به في مثل هذه الحالة أن يوضع هذا الطفل ضمن مجموعة أقران ليتنافس معهم في مجالات متنوعة، سواء أكان المجال علميا أو حركيا أو فكريا إلى غير ذلك.. لأن الذات الفردانية والمتعالية تذوب شيئا فشيئا وسط الجماعة أو الجماعات. ثانيا أن تبتعدي عن الصورة شيئا ما، أي تتراجعي إلى الوراء وتتركي المجال لطفلك لينصت إلى ذاته ويتصالح مع بعض الآليات الكامنة داخله. إن الملازمة المبالغ فيها لأطفالنا تجعلهم يزهدون فينا، خصوصا إذا فاق معدل تلقيهم معدل عطائنا. فبادري سيدتي إلى مراجعة نفسك واتركي طفلك يتلقى التنشئة الاجتماعية من مصادر أخرى بالإضافة إليك، كما أن حضور شخص الأب سيعدل من هذه المنحنيات العاطفية.