يحال يومه الاثنين على أنظار المحكمة الابتدائية بسطات,الصيدلاني الذي سبق أن اعتقلته عناصر الضابطة القضائية، بعدما حجزت أدوية ومستلزمات طبية منتهية الصلاحية في ملكيته بأحد المخازن بالقرب من مستشفى الحسن الثاني. كما حجزت الضابطة القضائية أدوية في ملكية وزارة الصحة كان يتزود بها هذا الصيدلاني من الصيدلية التابعة لنفس المستشفى بتواطؤ مع عناصر تابعة لهذه المؤسسة الاستشفائية، كما تم حجز "»توابيت وحنوط«" وملابس في نفس المخزن تعود ملكيتها للصيدلاني المعتقل، بالاضافة إلى معدات للتحاليل الطبية التي كان يستعملها المتهم خارج القانون وبدون أي صفة، حيث كان يبيعها إلى أحد المختبرات الطبية بالبيضاء. وفي ذلك ممارسته لمهنة ينظمها القانون, رغم أن المعني بالأمر سبق أن كان يمارس مهنة الصيدلة قبل أن يبيع صيدليته ويتوجه إلى التحايل وممارسة هذه المهنة بطريقة غير قانونية. وحسب مصادر مطلعة، فإن المعتقل الذي قررت النيابة العامة إحالته على سجن عين علي مومن قبل تقديمه للمحاكمة في حالة اعتقال, اعترف أن هناك أطرافا مشاركة معه في هذه الجريمة واعترف بالعديد من الاسماء منهم أطباء وممرضون بمستشفى الحسن الثاني وأحد حراس صيدلية المستشفى.وإذا كان مصدر الأدوية التابعة لوزارة الصحة التي حجزتها الضابطة القضائية قد عرف المحققون مصدرها، فإنه لم يعرف لحد الساعة مصدر الأدوية الأخرى التي كان يتزود بها الصيدلاني لغياب بيانات في الموضوع، لكن الغريب في الأمر, وإن كانت نقابة الصيادلة محليا ووطنيا تحركت في هذا الملف دفاعا عن المهنة، فإن الاطباء الاحيائيين لم يحركوا ساكنا لحد الساعة على اعتبار انتهاك هذه المهنة من طرف شخص لا علاقة له بها، مما يشكل خطورة كبرى على اعتبار أن هذه المهنة لها خصوصية وينظمها القانون ويمنع منعا مطلقا مزاولتها أو التطاول عليها من طرف الغير. وتؤكد مصادرنا أن هناك محاولات حثيثة من بعض الأطراف التي تريد أن تتحكم في هذا الملف لكيلا تسير التحقيقات إلى مداها ويتم كشف جميع عناصر هذا اللوبي الذي يضر بصحة المواطن، سواء في مستشفى الحسن الثاني أو خارجه, خاصة إذا علمنا أن بعض الاسماء كما هو معروف لدى الساكنة اغتنت في ظرف قياسي إسوة بزملائهم الذين يتقيدون بالضمير المهني، فزيادة على ما كشفه هذا الملف هناك أطباء معروفون بتعدد »مهامهم«, إذ يتركون المرضى بالمستشفى ويمارسون المهنة بالمصحات بالبيضاء أو سطات وغيرها، مما عرض المواطنين إلى الاهمال كان من نتائجه العديد من الأخطاء الطبية التي ذهب ضحيتها المواطنون. وما يستغربه الرأي العام أيضا هو عدم تحرك هيئة نقابة الاطباء الاحيائيين بالمغرب للدفاع عن شرف المهنة، كما هو الشأن بالنسبة لفيدرالية الصيادلة بالمغرب.