بعد خروج فرنسا من المغرب سنة 1956 كانت مساحة غابة الكناديز تناهز 1400 هكتار، وظل هذا الرقم متداولا على الأوراق إلى حدود سنة 2009، حيث قامت المندوبية السامية للمياه والغابات بإقليم خريبكة بإحصاء لمساحة الغابة وذلك في محاولة لتحفيظها، فلم تتجاوز المساحة 1206 هكتار، وعندما حاولت البحث عن ال200 هكتار الضائعة لم تحصل عليها نظرا لتوفر جميع الفلاحين المجاورين للغابة على وثائق تخول لهم ملكية الأراضي. و عموما يعزى تراجع مساحة الغابة بالكناديز إلى قيام مجموعة من الفلاحين بتوسع أراضيهم على حساب الملك الغابوي ثم تملكها لتصبح في حوزتهم هذا مع غياب رقابة مخزنية للغابة. إلى جانب هذا تعاني غابة الكناديز من التدهور نظرا لعدة أسباب وهي كالآتي: - قطع الأشجار وسلخها: لا يكتفي العديد من ساكنة المنطقة باللجوء إلى الغابة قصد توفير خشب التدفئة والطهي، بل يسعون إلى كسب قوتهم اليومي من ورائها، وذلك بقطع الأشجار وبيع أخشابها أو بعد تحويلها إلى فحم في أفران تحت أرضية "كوشة"، هذا إلى جانب سلخ أشجار الفلين واستعمال قشرتها بيوتا للنحل "الجباح". - الرعي الجائر: يؤثر رعي المواشي على الغابة بعدة أشكال، فالمواشي عند سيرها ترسم مسالكا، هذه المسالك تدك بها الأتربة فتصبح غير قابلة للإنبات، كما أنها لا تسمح بتسرب المياه، مما يجعلها تتعرض للفقر والتصحر، بالإضافة إلى أن الماعز يتسلق الأشجار ليأكل أوراقها، ولا يقف تأثير الرعي عند هذا الحد بل يتعداه، حيث يقوم العديد من الرعاة بتكسير أغصان الأشجار لتوفير الكلأ لمواشيهم. - بعض التجهيزات: يعتبر شق الطرق عاملا أساسيا في تدهور الغطاء الغابوي، حيث يتم قلع مجموعة من الأشجار، وعلى الرغم من تعويضها ماديا فإن تعويضها بيئيا بات من المستحيل في وقتنا الراهن، كما أن أسلاك الكهرباء تهدد الغابة بالحرائق التي قد تنتج عن حدوث تماس كهربائي. يتضح من خلال ما سبق أن أسباب تراجع الغابة بجماعة الكناديز متعددة، لكن كلها يتحكم فيها العامل المادي، حيث تعاني العديد من الساكنة المحلية من الفقر، وفي ظل غياب فرص للشغل تؤمن لهم العيش الكريم ،فهم يتعاطون لقطع الغابة، وذلك للبحث عن لقمة العيش.