سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
إكراهات تواجه المجال الغابوي بإقليم تيزنيت وتحد من إحيائه الطبيعي يشكو من الحرائق ومن الحشرات مزدوجة الجناح ومن فأر الأركان والسنجاب وبعض الأمراض الفطرية
أقر فاعلون جمعويون محليون بإقليمتيزنيت، بمجموعة من الإكراهات التي تحد من حيوية المجال الغابوي بالإقليم، وأكدوا على ضرورة العمل على تجاوزها في ما يستقبل من الأيام حفاظا على هذا المجال الذي تقدر مساحته بأزيد من 135 هكتارا بنسبة تصل إلى 27 بالمائة من مجموع المساحة الإجمالية للإقليم، ومعلوم أن تيزنيت تتوفر على مؤهلات عديدة في مجالها الغابوي تجعلها في مصاف الأقاليم التي يتوجب عليها إيلاء عناية خاصة لهذا القطاع، بحكم تأثيره على التوازن البيئي والاقتصادي والاجتماعي، ومساهمته في تلبية حاجيات السكان من حطب التدفئة وعلف الماشية، كما تحتضن أصنافا عديدة من الأشجار، من قبيل الأركان والبلوط الأخضر والصنوبر الحلبي والخروب وغيرها، وتُوظَّفُ إمكاناتها في إنتاج الثمار والخشب، كما تعتبر من المجالات الحيوية لعيش العديد من الوحوش، وتُوَفر للساكنة المحلية حاجياتها من الرخام والبناء، وتساهم في حماية المنطقة من عوامل التعرية بشكل عام. وفي هذا السياق، أقر تقرير صادر عن المديرية الإقليمية للمياه والغابات ومحاربة التصحر بتيزنيت بوجود 11 مشكلة تواجه الغابات المنتشرة بالإقليم، وعلى رأسها ما يتعلق بالتأثيرات السلبية للمناخ السائد بالمنطقة قبل عشرين سنة على أشجار الأركان والطبقات النباتية التحتية، وانعدام الإحياء الطبيعي الناتج عن الجمع المباشر للثمار من طرف السكان ومستغلي المجال الغابوي، علاوة على التأثيرات السلبية للرعي الجائر الذي يستنزف غابات الأركان، على وجه الخصوص، بحكم القرب الجغرافي من الأقاليم الجنوبية والتوافد الكثيف للرعاة الرحل على غابات المنطقة، زيادة على الاجتثاث والترامي على الأملاك الغابوية بشكل يؤدي إلى التقليص من مساحاتها والتأثير على التوازن الطبيعي للبيئة داخل المجال الغابوي، كما تشكو الغابة بالإقليم من ليونة التشريع الخاص بغابة الأركان، وهو التشريع الذي يقر للساكنة بسبعة حقوق فقط خاصة بالانتفاع، ومنها حقوق تتعلق بجمع الحطب ورعي المواشي، وأخرى تخول لهم جني الثمار واستعمال الأرض، وقطع حطب التسخين، وحطب التفحيم والخدمة، إضافة إلى الحقوق المتعلقة بقطع أغصان التسييج واستخراج التربة والرمل والحجر. ولعل أكبر مشكل تعاني منه غابات إقليمتيزنيت له علاقة بالتحديد الغابوي، حيث أدى تبسيط مسطرة الاستيلاء والترامي على هذا الملك من طرف الخواص الميسورين إلى توسيع دائرة المساحات الزراعية والتجمعات السكنية داخل الغطاء الغابوي، وهو ما يُسفر عن الاستغلال المفرط للموارد الغابوية. وأضاف التقرير، الذي قُدِّم أمام أنظار المجلس الإقليميبتيزنيت في إحدى دوراته السابقة، أن الغابات المحلية تشكو من انتشار ملفت للحشرات مزدوجة الجناح، وخاصة منها تلك الذبابة الخاصة بثمار الأركان، وحشرة الأوراق التي عادة ما تتكون على شكل خلايا، زيادة على فأر الأركان والسنجاب، ومجموعة من الأمراض الفطرية، إضافة إلى الحرائق التي أتت على مساحات شاسعة منها وبلغت السنة الماضية 18 حريقا بمختلف الجماعات القروية بالإقليم، وعلى رأسها جماعة «وجان» التي سجلت بها 6 حرائق في فترة وجيزة، وجماعة «تيغمي» التي سجلت بها أكبر مساحة محروقة بالإقليم تصل إلى 92 هكتارا، كما وصلت المساحة المحروقة في ظرف سنة إلى 266 هكتارا، بمعدل 15 هكتارا لكل حريق.