هؤلاء المتأسلمون التي تصم الآذان تهليلاتهم يتظاهرون بالورع و التدين لتحقيق مأرب ذاتية، وكل من تسول له نفسه عرقلة خططهم يكون عرضة للحساب ، وهماً منهم بنصر الله الذي أصبح أقرب من طرفة عين ويتناسون أنهم بهذا يحجرون علي حق الخلف في التفكير والتدبر ........يقول الله تعالى (وَأَنِ احْكُمْ بَيْنَهُمْ بِمَا أَنزَلَ اللَّهُ وَلا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَهُمْ وَاحْذَرْهُمْ أَنْ يَفْتِنُوكَ عَنْ بَعْضِ مَا أَنزَلَ اللَّهُ إِلَيْكَ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَاعْلَمْ أَنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ أَنْ يُصِيبَهُمْ بِبَعْضِ ذُنُوبِهِمْ وَإِنَّ كَثِيرًا مِنَ النَّاسِ لَفَاسِقُونَ). الإسلام ليس دين القتل والتعذيب والاعتداء والضرب، والحرمان من الحقوق والازدراء والإكراه لتغيير الرأي أو المعتقد، يقول تبارك وتعالى: {مِنْ أَجْلِ ذَلِكَ كَتَبْنَا عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ أَنَّهُ مَن قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا وَلَقَدْ جَاءتْهُمْ رُسُلُنَا بِالبَيِّنَاتِ ثُمَّ إِنَّ كَثِيرًا مِّنْهُم بَعْدَ ذَلِكَ فِي الأَرْضِ لَمُسْرِفُونَ} الاسلام كصلة روحية تربط المخلوق بخالقه وانما الاعمال بالنيات ."وَأمَّا المُهْتَدُونَ الذِينَ آمَنُوا بِاللهِ وَعَمِلُوا الأَعْمَالَ الصَّالِحَةَ فَيُثِيبُهُمْ ثَوَاباً وَافِياً عَلَى أَعْمَالِهِمْ ، فِي الدُّنيا بِالنَّصْرِ والظَّفَرِ ، وَفِي الآخِرَةِ بِالخُلُودِ فِي جَنَّتِهِ ، وَاللهُ لا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ المُتَجَاوِزِينَ لِحُدُودِهِ ، وَلاَ يَرْفَعُ لَهُمْ قَدْراً ". ثقافة العنف وعدم التسامح والغلظة والجفاء التي كثر الحديث عنها وصورت على أنها لازم من لوازم التدين فتلك جرأة على دين العدل والسماحة لم يقل بها إلا أعداؤه الغالون. وحينما يتم التعامل مع قيم الدين ومبادئه ومقاصده بعقلية المتأسلمين المتحجرة ورؤية أُحادية ضيقة، فإن هذه القيم تتحول من مصدر للرحمة والتسامح وصيانة الحقوق إلى محفز ومحرض لممارسة العنف والغلظة والشدة ضد الآخرين ..... فالفهم الضيق لقيم الدين وتشريعاته يقود إلى ضيق الصدر بالمختلفين والمغايرين، وهذا من جهته يؤدي إلى تأسيس الشروط النفسية والثقافية لممارسة الإكراه والعنف تجاههما. الإسلام دين ينادي بالحرية والثورة كدافع للتقدم والتنوير والعدل والارتقاء نحو الخير والفضيلة . لقد خلقنا الله تعالى وجعلنا شعوباً وقبائل لنتعارف ونتعايش وفق قيم تحترم الإنسان، وبموجب ضوابط تكفل لكل فرد حقه في العيش بسلام واستقرار وليس بالترهيب والتكفير.. الثقافة الإسلامية منظومة متكاملة ، تجمع في رياضها شتى العروق والفصائل، وتضفي عليها محاسن الأخلاق، وأحسن الشمائل، كل ذلك في سبيل أن يحيا الإنسان حياة طيبة شعارها السلام، ومنهجها وفكرها لا يحيد عن الإسلام، وتدعو إلى الحكمة والموعظة الحسنة...الإسلام يهذب المسلم على تقوى الله وأن دم المسلم وماله وعرضه حرام..وقد يشغل المساحة الأكبر من الطيف الإسلامي..ولكنه مدفون تحت ركام من التشويش الفقهي المبرمج للحفاظ على المكتسبات المادية والاجتماعية لدعاة السوء وفقهاء الطغيان..مما يصعب علينا تمييزه وتلمسه. قال صلى الله عليه وسلم: «لَا تَزَالُ طَائِفَةٌ مِنْ أُمَّتِي قَائِمَةً بِأَمْرِ اللَّهِ، لَا يَضُرُّهُمْ مَنْ خَذَلَهُمْ أَوْ خَالَفَهُمْ حَتَّى يَأْتِيَ أَمْرُ اللَّهِ وَهُمْ ظَاهِرُونَ عَلَى النَّاسِ» واخيرا للمتأسلمين أسئلتي :أي دين هذا الذي باسمه يذبح الانسان مثل الخروف تحت تهليل الله اكبر في العراق ؟؟اين دين هذا الذي يدعو إلى قتل الأطفال الرضع وتدمير القرى في سوريا ؟ أى دين هذا الذى يحرض على اغتصاب الفتيات والنساء ؟؟ أى دين هذا وانتم تشاهدون الابادة الجماعية والتطهير العرقي لمسلمي بورما ؟؟ اين دين هذا وانتم تشاهدون المجازر في الاحواز العربية ؟؟ اين دين هذا وانتم تشاهدون تدنيس الاقصى والمساجد ؟ ؟اي دين هذا والكراسي تشترى بالدماء ؟؟,,,اتقوا الله في انفسكم وفي شعوبنا. فقد سئمنا خطاباتكم الانشائية وشعاراتكم التدميرية وانظروا الى اخوانكم المضطهدين في العراق وسوريا وفلسطين وبورما والاحواز وكل بقاع الارض ولا تنسوا ان تغتسلوا بالاحماض المركزة عسى ان تتطهروا من آثامكم، فالمياه قد تلوثت بعفن ومكروبات صفقاتكم المشبوهة تحت اسم الدين ...