المقامة الحموية قال الله جل في علاه"هو الذي أخرج الذين كفروا من ديارهم لأول الحشر ما ظننتم أن يخرجوا و ظنوا أنهم مانعتهم حصونهم من الله فأتاهم الله من حيث لم يحتسبوا"(الحشر 2) الخزي و العار على بشار الذي قتل بالحديد و النار الفئام بل الآلاف من الأحرار في بلاد الشام بلد الأطهار و الأبرار، قتلوا بدم بارد من على سطح الدار بالرصاص الحي الحار، أهينوا على مرأى و مسمع من الصغار و الكبار و بني الأصفر الفجار الكفار. إنه حقا لمكر كبار؛ إنه غدر الغدار بقوم ولاه صحبه الأدبار و تركوا يا للحسرة لقمة سائغة بين أنياب الأشرار. كيف لا تصاب بالدوار و الدم المسلم وديان و أنهار؟ كل يوم دم سيال فوار لعٌزل مظلومين على يد جيش جرار، فالله المستعان أن يجتث هذا العار. كيف لا تنهار و المساجد تستباح ليل نهار من عسكر ألفوا الدمار و عبدوا بشار من دون الملك القهار؟ قيل لك تنح و اتركها للأخيار فسمعت و عصيت و طارت الأخبار توثق قتلك بالجملة للأحرار. نقضت العهد و ذبحت عمدا شعبا مات كمدا. هل لك في الجولان جولة أو على بني صهيون صولة أم تستأسد فقط على الطفل و الثكلى و الأرملة؟ حتام هذه الشعارات الفارغة و الخطابات الخاوية و التصفيقات الكاذبة؟ أزف الرحيل البغيض فأعد للسؤال جوابا و للجواب صوابا و للصواب إخلاصا. زعمت أن بين الشعب و الحكومة فجوة، لكن الفجوة معك يا من لم يكتحل بنومة منذ شهور عدة و نسي أن الفاروق نعم بغفوة تحت الشجرة لأنه عدل فما نبا سيفه نبوة و لا آذى حتى هرة بل كان صمته عبرة و خلوته عَبرة بعد عَبرة لأنه رأى بعين البصيرة يوم الحسرة يوم لا تنفع شفاعة و لا خلة. ضعت بين الخالة و ابن الخال و أنيسة، لكن قريبا ستموت و لن تجد مؤنسا و سيستريح منك العباد و البلاد و الشجر و الدواب. لن يشيعوك و لن يذرفوا عليك دمعة و سيسقطون بعدك فردا فردا. لن تنفعك الأحلاف و لا الأجناد، لن تنجيك العساكر و لا الدساكر. لن يحول دون الحمام الأعمام و لا أملاك الشام و ستذوب الألقاب من مثل القائد الخالد و الرئيس الهمام. العاقل الأريب و الناصح النجيب من يتعظ بغيره و الشقي من يوعظ به غيره و لنتذكر جميعا و لنقل سبحان الله ما وافق الاسم المسمى: بشار أنذر و ما بشر و من قبل معمر خرب و ما عمر و زين العابدين أبدا ما زين و صالح أفسد و ما أصلح و مبارك لعن و ما بارك فهل من توبة قبل الغرغرة أم تأخذنا العزة بالإثم فلا نفيق إلا و نحن في الحفرة؟