وجهة التنسيق الميداني للمجازين المعطلين المرابطين بالعاصمة هذه المرة ليس قبة البرلمان، بل كانت صوب منصة إفريفيا بكورنيش الرباط بمحاذاة واد أبي رقراق، وهي واحدة من أربع منصات أخرى بالهواء الطلق مخصصة لعروض مهرجان موازين الشهير. المعطلون خلال هذا المسيرة التي مرت بشارعي علال بن عبد الله والحسن الثاني ثم شارع المرسى، رفعوا خلالها شعارات تستنكر إقامة مهرجان موازين على حساب آلم كداح الشعب المغربي الذي يعيش في فقر مدقع وحياة مذلة، واحتجاجا على تبذير المال العام لاسيما في ظل الظروف الاقتصادية والاجتماعية الصعبة التي تمر منها البلاد. فيالق من عناصر القوات المساعدة وقوات التدخل السريع وعناصر بزي مدني غير حاملي لأية شارة تحدد هويتهم عدا الهروات السوداء والأصفاد كانت متربصة بعين المكان، حيث تدخلت بغتة لتنقض على المجازين المسالمين بشكل سريع ومفاجئ وعنيف جدا لتراق دمائهم من جديد دون ان تقدم لهم أي إسعافات أولية... ومن أبرز الحالات التي كشفت عن وجود ثقافة التضامن بين المواطنين حالة نادل بمقهى "فينيسيا أيس" حيث استنكر هذا المواطن ما يشاهده بأم عينه وهو واقف أمام مدخل المقهى الذي يعمل به ليتم تعنيفه بدوره بشكل همجي دون احترام الحد الأدنى من حقوق الإنسان، واعتقل إلى جانب ستة مجازين معطلين آخرين منحدرين من الدارالبيضاءالرباطالقنيطرة وبني ملال ليزج بهم بالدائرة الرابعة السيئ السمعة. وفي كلمة له أمام محكمة الابتدائية بالرباط أمس الخميس ندد محمد علا أحد أعضاء مكتب التنسيق الميداني للمجازين لما تعرض إليه المعتقلين من عنف همجي وتنكيل من قبل قوات الأمن اللاوطني على حد وصفه، كما أعتبر أن أسلوب معالجة ملف المعطلين من ماستر ومجازين بهكذا طريقة لن ينجح في ظل إصرارنا وعزمنا القوي لمواصلة درب النضال لاسترداد الحقوق المسلوبة. واعتبر عدد من المجازين أن صرف الملايير على موازين ليس سوى استفزاز لمشاعرنا وجراحنا على أعتبار أن العروض الموسيقية والرقص سيقام بالرباط التي لم تجف منها بعد دماء المعطلين وآلامهم ومعانتهم.