مع حلول كل عيد الأضحية، إلا وتتوجس الساكنة القروية من كيفية تدبير اللحوم وتخزينها، حيث تنعدم المنتوجات الحديثة للتبريد، من ثلاجات ومبردات، وتعتبر المناطق الجبلية من أكبر المناطق التي تحمل القسط الأوفر من هم تخزين اللحوم، نظرا لانعدام الطاقة الكهربائية، علما أن بعض الجماعات الترابية تتماطل في التسريع بالربط بالشبكة الكهربائية. فبعد المعاناة قبل العيد بأيام، إذ لم يكن بمقدور هذه الأسر توفير ثمن الأضحية لتوالي سنوات الجفاف، ونزرا لتضييق مجال الرعي من طرف مصالح المياه والغابات التي اعتمدت تحديد الملك الغابوي، ضاقت ضائقة الكسابين بالمناطق الجبلية وأزاغار على السواء، وقلص العديد من الكسابين من قطعانهم حتى يتمكنوا من ضبط مصاريف القطيع، مما جعل العديد منهم يعانون من ونقص في المداخيل، وبهذا يصبح ثمن الأضحية مكلفا بالنسبة لهم. وبعد اقتناء الأضحية، تصبح الأسرة الجبلية مجبرة على التهام الكمية من لحوم الأضحية في يوم أو يومين، لانعدام كهرباء مشغلة لمنتوجات التبريد، التي قد تحافظ على كمية اللحم المتوفرة، ليبقى الحل أمامها توفير كمية من القديد بعد طرحه بمواد وتوابل لفترة، وقد تتعرض للتدود نتيجة تكاثر الحشرات المضرة من ذباب وزرزور وناموس وبعوض، مما قد يعرض الأطفال والنساء والعجزة لأمراض وأوبئة نتيجة تسمم اللحوم بالحبال. وهكذا تكون بعض الجماعات الترابية عبر تماطلها قد أجرمت في حق شريحة واسعة من الكسابين بقمم الجبال والمناطق النائية، قد تكلف الدولة مزيدا من مصاريف نقلها عبر سيارات الإسعاف لمسافات طويلة نحو المراكز الاستشفائية والصحية. والسؤال المطروح: هو لماذا تعجز الجماعات الترابية عن توفير 25% من مصاريف الربط بالشبكة الكهربائية ليستفيد المحرومون، علما أن هذه الطاقة الحيوية تعد من الأولويات لدى ساكنة تساهم في الاقتصاد الوطني عبر قوة عملها بنسبة كبيرة؟