تعرف محلات بيع الثلاجات والمبردات وإصلاحها بمدينة سطات، خلال الأيام التي تسبق يوم عيد الأضحى، حركة تجارية دؤوبة؛ حيث يقبل الناس على شراء آلات التبريد، سواء الجديدة أو المستعملة، بالإضافة إلى إصلاح الثلاجات التي يتوفرون عليها أو على الأقل التأكد من سلامتها حتى لا تتعرض للعطل خلال أيام العيد. هسبريس قامت بجولة بعدّة نقط بيع وإصلاح مختلف آلات التبريد بمدينة سطات، على مستوى زنقة "اللحيفية" وحي الخير وحي المجازر المعروف وسط الساكنة ب"البطوار"، ولاحظت إقبالا للمواطنين على شراء الثلاجات وإصلاح المستعمل منها. "عندي ثلاجة لكنها صغيرة لا يمكن أن تتسع للسقيطة بعد تقطيعها؛ وهو ما جعلني أسابق الزمن لتغييرها أو إقتناء آلة تبريد إضافية"، تقول إحدى السيدات لرفيقتها على مستوى زنقة "اللحيفية"، في حين قال أحد السكان القادمين من البوادي المجاورة، بعد أن اقتنى ثلاجة جديدة، "حنا عادا وصلنا الضّوء.. من الآن سنستمتع بالماء البارد خلال الصيف ونحافظ على موادنا الغذائية"، ثم حمل ثلاجته على متن سيارة الأجرة الكبيرة وانصرف. إقبال على الثلاجات خلال أيام عيد الأضحى تظهر حرف موسمية عدة وتنتعش أخرى، كشحذ السكاكين، وبيع مناديل بيضاء لتغطية الحنّاء بعد النقش، ونقل الأضاحي من الأسواق ونقط البيع، وذبح الأضحية وتقطيعها، وانتشار نقط بيع آلات الشواء والسكاكين والفحم الخشبي، وشواء رؤوس الذبائح، وغيرها من الحرف الموسمية. عثمان أبو عبد الله، تقني في إصلاح آلات التبريد بحي الخير بسطات، قال في تصريح لهسبريس إن "مناسبة عيد الأضحى تعرف توافد الكثير من الزبناء حسب حاجاتهم؛ إذ هناك من يريد إصلاح ثلاّجة مستعملة أو بيعها وتغييرها بآلة تبريد أخرى أحسن وأكبر حجما، وهناك من يريد التحقق من مدى سلامة ثلاجته للإحساس بالاطمئنان حتى لا يصيبها عطل خلال أيام عطلة عيد الأضحى". وأضاف عثمان أن غالبية الزبناء يطالبونه بالإسراع بإعداد آلاتهم، وأبدى تفهما بأن الظرفية الزمنية تفرض ذلك، مشيرا إلى أن الأيام القليلة التي تسبق العيد تعرفت إقبالا كبيرا كذلك على آلات التبريد الجديدة إلى جانب الثلاجات المستعملة، التي قد يعتمدها بعض الزبناء مؤقتا خلال فترة العيد لتخزين اللحم، مؤكدا على ضرورة تشغيل آلات التبريد الجديدة يوما أو يومين قبل وضع المواد الغذائية المختلفة بها. ووجّه عثمان نصائح إلى المواطنين من أجل أخذ الحيطة والحذر أثناء تنظيف الثلاجات؛ منها فصل التيار الكهربائي عن الثلاجة في البداية تفاديا للصعقات الكهربائية المفاجئة، وإفراغها من جميع المواد، ثم الانتظار حتى تذوب جميع قطع الثلج، واستعمال مواد خاصة والتنظيف بواسطة إسفنجة، مع تجنب استعمال أدوات حادة. مكتب السلامة الصحية ينصح قدّم لكبير سويلم، رئيس المصلحة البيطرية الإقليمية بسطات، التابعة للمكتب الوطني للسلامة الصحية للمنتجات الغذائية، في تصريح لهسبريس، نصائح عدة يجب الأخذ بها قبل فترة الذبح وبعدها، داعيا إلى الاعتناء بتغذية الأضحية بتقديم الكلأ الجاف، والتوقف عن ذلك خلال 12 ساعة قبل الذبح باستثناء تقديم الماء. وأكد المتحدّث على نظافة مكان الذبح والأدوات المستعملة وطهارة الجزار ونظافة جسده ولباسه، مع الحفاظ على البيئة عن طريق دفن الأعضاء غير الصالحة للاستهلاك والفضلات الموجودة داخل الأمعاء، وجمع باقي النفايات في أكياس خاصة ووضعها في مكان ملائم في انتظار جمعها من طرف المصالح المعنية. وحول تخزين اللحم، أوضح سويلم أن الأضحية يجب وضعها في مكان بارد، وحفظها من أي مصدر للتلوث وتركها لما يقارب 24 ساعة، بعدها يمكن القيام بتقطيع اللحوم وتخزينها حسب الغاية في مستويين لدرجة الحرارة، إما التبريد في درجة لا تتعدّى (3+)، وذلك خلال 5 أيام، أو التجميد في درجة حرارة (18) مع وضع اللحم في أكياس خاصة مسموح باستعمالها. وبخصوص تجفيف اللحم، أو ما يعرف لدى المواطنين ب"القديد"، قال ممثل المصالح البيطرية بإقليم سطات إن ذلك يتم حسب عادات وتقاليد المغاربة بإضافة خلطة من التوابل، موضّحا أنه يمكن تجفيف اللحم منذ اليوم الأول بعد الذبح، مؤكّدا على وضع الملح بكمية كافية في قطع اللحم لكونه يساعد على التجفيف، منبها إلى عدم ارتكاب بعض الأخطاء، ناصحا المواطنين بتعريض اللحم المجفف "القديد" لأشعة الشمس مع حمايته من التلوث بواسطة غطاء مناسب.