لازال الرأي العام المحلي بخنيفرة يتساءل عن أسباب وفاة الفنانة زاينة غاسين، التي أسلمت الروح لبارئها يوم السابع من أبريل 2017، الفنانة العضوة بجمعية أجدير للفن والثقافة الأمازيغية كانت تعاني من مرض القلب والشرايين والغدة الدرقية، فنانة إنسانة عانت القهر والمعاناة من قلة ذات اليد مثلها مثل العديد من فناني الأطلس المتوسط، الذين يحيون سهرات فنية مقابل أجور زهيدة. لقد اضطرت المرحومة الفنانة زاينة لإحياء ليلة فنية لدى أحد أعيان البلاد مقابل أجر تتسلمه في نهاية الليلة من رئيس الفرقة الذي ينظم ويؤدي الواجبات لأعضاء المجموعة، حتى تتمكن من مواجهة أعباء الحياة اليومية ومصاريف العيش. الفنانة ربما باغتتها النوبة القلبية وهي في جو احتفالي، وحتى لا تظهر ضعفها كانت مجبرة على المقاومة حتى آخر رمق وحتى لا تظهر ضعفها أمام الملأ، قاومت الموت الذي لا يقهر وأسلمت الروح لبارئها ، في الوقت الذي حاول أعضاء الفرقة ومحيي الليلة إنقاذها ، عن طريق نقلها على وجه السرعة إلى المركز الاستشفائي بخنيفرة، عبر سيارة بيكوب، وليكن فكلنا متشبثون بحبل الحياة، فكرة كانت تراود الحاضرين ويتمنون إنقاذ روح مهما كلفت الظروف. المرحومة زاينة أحيت الليلة الفنية إلى جانب زملائها في المهنة من أجل لقمة العيش، غير أن حالتها الصحية كانت هشة، علما أن أخبارا راجت غير صحيحة وملفقة وتتعلق برمي المرحومة أمام المركز الاستشفائي بخنيفرة وهروب الناقلين لجسد الفنانة، في ضرب صارخ لروح التضامن والتآزر للفرقة الفنية الحاضرة والتي كانت تعز الفنانة أيما اعتزاز والتي تأثرت كثيرا لفراقها، وكذا دون أدنى احترام لمشاعر الأسرة والعائلة الفنية عن طريق نسج أكاذيب حول الحادث، لا تمت للواقع بصلة، فموت المرحومة زاينة كان عاديا حسب شهادة الفرقة الفنية، وحسب ما ذكره أقرباء المرحومة الذين أكدوا لدى السلطات المحلية ومصالح الدرك أن المرحومة كانت تعاني من مرض القلب والغدة الدرقية، وكذا التشريح الطبي الذي أكد على أن موت المرحومة عاد جدا، وربما إجهادها هو السبب في وفاتها، ومهما كانت الأمور فالموت واحد رغم تعدد الأسباب، ومن لم يمت بالسيف يمت بغيره حسب قول الشاعر. ماتت زاينة وسوف ترحل فنانات أخريات بخنيفرة لم يرحمهن القدر، فنانات يؤدين مهنتهن إيمانا منهن بأن ما يقمن به واجب ثقافي ومساهمة في تنمية العمود الفقري للثقافة الأمازيغية، ورغم مساهمتهن في تنمية الميدان التراثي والثقافي، وحماية الرصيد اللامادي، وهو دور ساهم في تنمية الاقتصاد الوطني، إلا أن هذه الشريحة من المواطنين عامة لازالت تئن تحت وطأة الفقر والمعاناة اليومية. نتمنى أن تتغير نظرة العديد من العقليات للفن والثقافة الأمازيغية بالأطلسين المتوسط والكبير، وأن تعيد الدولة نظرتها للفن والفنان بوسط المغرب، لاسيما وأنه يعتبر شريكا أساسيا في النهوض بالميدان الثقافي والتوعية والتحسيس بالمشاكل المحدقة به.