في إطار الاهتمام موقع خنيفرة بالفنان المحلي، سيقوم موقع خنيفرة أونلاين بتقديم المسار الفني للعديد من الفنانين والفنانات الخنيفريين، بهدف التعريف بهذه الشريحة التي تساهم بقسط وافر في الحفاظ على الأرصدة اللامادية للوطن وبالأخص بالأطلس المتوسط، وحلقة اليوم ستكون مع الفنان معروفي صالح. الفنان معروفي صالح مزداد سنة 1960 بمنطقة لندة لقباب، وسط أسرة فقيرة تعاني العوز كباقي الأسر الجبلية بالأطلس المتوسط، لم يتمكن من متابعة دراسته بالمدرسة نظرا للفقر والعوز الذي تعانيه الأسرة، وامتهن حرفة الرعي المتعارف عليها بالأدغال كمهنة تعاقب عليها الأجداد، بدأ مشواره الفني منذ نعومة أظافره، وبدأ في تعلم الإيقاع على آلة البندير بعد بلوغه سن السادسة عشرة، كان يرافق الغياط أو الزمار موحى حايا كضابط إيقاع يحيي الحفلات إلى جانب هذا الفنان الكبير، وبعد رحيله إلى ديار المهجر تمكن الفنان معروفي صالح من إحياء الحفلات والأعراس رفقة العديد من موسيقيي الكمان وأولهم الفنان حميد الطاهري بتيغسالين إبان سبعينيات القرن الماضي. عمل كضابط إيقاع مع كل من علا الحاجب وسيدي علي، وبدأ بخنيفرة مع الفنان استيتو محمد، وعلي أزلماظ وبوعزة العربي ومصطفى الصغير و أوالطالب (جيجان محمد) وأوخابا وعبد الله المسيرة، واحميدة ومحمد رويشة ومحمد مغني وعزيز أمالو، وميمون أورحو والفنان عروب، شارك في العديد من المهرجانات الوطنية والدولية، وسافر رفقة الفنانة الشريفة كرسيت إلى الديار الإيطالية والإسبانية والبرتغالية والهندية ثم إلى النرويج وبلجيكا وإلى الديار الروسية والألمانية والإنجليزية والفرنسية، والعديد من المهرجانات الوطنية بجميع تراب المملكة. تمكن الفنان معروفي صالح المعروف بعميمي وسط الأوساط الفنية من البزوغ كهرم فني أمازيغي أصيل بصوته الرنان، وقدرته الفائقة على التعبير عن معاناة الساكنة المحلية، وكذا التعريف بالأرصدة المادية واللامادية بإقليم خنيفرة خاصة وبالوطن عامة. الفنان معروفي صالح ساهم إلى جوار العديد من الفنانات والفنانين بإقليم خنيفرة في التعريف بالموارد الطبيعية والسياحية لعاصمة زايان خنيفرة الفيحاء، كمواطن مغربي وكفنان ساهم في التعريف بالمؤهلات الثقافية والسياحية بالإقليم، وساهم في تنمية الاقتصاد الوطني، لم يتمكن من نيل حقوقه شأنه شأن باقي فناني وفنانات الإقليم الأمازيغيين وبالأطلس المتوسط عموما، حيث هضمت الجهات المختصة حقوقهم، وحيث غياب التغطية الصحية والاستفادة من الدعم المقدم من طرف المعاهد والوزارات المختصة كوزارة الثقافة والتعليم والسياحة، التي لازالت لم تلتفت لمناطق الأطلس المتوسط التي قد يلعب فيها الفنان دورا رئيسيا في تنميتها والنهوض بها.