ما تزال الساكنة المحلية بقبيلة أيت خويا الجبل جماعة أكلمام أزكزا محاصرة وسط الثلوج منذ سبعة أيام، حيث تحولت حياتها إلى كابوس اختلط فيها الليل بالنهار. معاناة أطفال، عجزة، ونساء، والماشية تشارك الساكنة المحلية قوتها اليومي من القمح، حيث تعذر تهييء الأعلاف من طرف إدارة المياه والغابات، التي من المفروض أن تقوم بهذه المهمة لتفادي الرعي الجائر، وقطع شجر الكروش لقوت الماشية، مع التساقطات الثلجية الأخيرة. أما الحطب فقد أضحى أغلى بكثير من السكر والزيت. هي تصريحات جاءت على لسان مرشح قبيلة أيت خويا عزيز أوخبو وهو يحكي عن الحصار بحرقة كبيرة، حيث أنه منذ فجر يوم الثلاثاء 24 يناير 2017 وهو يبحث عن مخرج لقبيلة منحته أصواتها، وهو يحس مسؤولية التقصير في طرق الأبواب لفك الحصار الذي تتعرض له الساكنة بحوالي 10 كيلومترات عن أجدير. قمنا في بداية الأمر بالاستفسار عن عدم فتح الطرقات والمسالك لفك العزلة عن ساكنة أيت خويا وإندمموثن وأيت بومزيل ، ومن المسؤول عن هذا التقصير واللامبالاة لمعاناة هؤلاء الجبليون، حيث تأكد أن إدارة التجهيز مكلفة بفتح الطرقات المصنفة فقط أما غير المصنفة فإن الجماعة أو مجموعة الجماعات هي التي يتوجب عليها صيانة وفتح هذه المسالك، ولا سيما في الظروف الطبيعية القاسية الطارئة، ولكن هذا لا يمنع من تقديم يد المساعدة، واعتماد الإنسانية والإحساس بالمواطنة وهي ضرورة بحكم الأمر يتعلق بكرامة وأمن المواطنين، حيث سخرت المديرية آلياتها لفتح الطرقات التي أعطيت التعليمات لفتحها من طرف إدارة الطرق بالوزارة الوصية ، رغم أن فتح هذه المسالك والطرق غير المصنفة يتطلب وقتا وتضحيات جسام، قد يتعرض فيها المسؤول للمساءلة عن بنزين التحرك والصيانة والسائق. إن مشكل حصار أيت خويا بدأ عند التساقطات الثلجية الأولى إذ رفض سائق آلية مجموعة الجماعات المرور ليلا من المنطقة، بل وأقسم أن لا يمر ربما خوفا من العاصفة الثلجية أو انسداد الطرق بالتساقطات الثلجية عند عودته، فلو تمكن من إزاحة الثلوج الأولى لما وقعت النكبة، بعد ذلك تم إيفاد آليات التجهيز التي لم تتمكن من المرور بضعة أقدام حيث الانزلاق الحاد للآليات، وكذا قوة كتلة الثلوج ، ينضاف إلى هذا الطرق المهترئة بالجماعة الترابية أكلمام أزيزا التي ساهمت في تعطيب آليات المديرية الإقليمية للتجهيز، والتي تطلبت صيانتها وقتا طويلا، ناهيك من عدم توفير الأطر الكفاءة لسياقة هذه الآليات. الجماعة الترابية تتوفر على آليات ومجموعة الجماعات عوض أن تقتني آليات غير مجدية لاستمالة بعض رؤساء الجماعات إبان الانتخابات البرلمانية السابقة، كان الأولى أن تقتني كاسحة ثلوج ذات قدرة عالية على إزاحة أكوام الثلوج المتراكمة بغابات الأرز الشاسعة بأجدير، وأكلمام وأوشنين وأقلال ومرضلمان وتيبركنت وغيرها كثير، وقد تقوم الجماعة الترابية باقتناء هذه الآلة لخدمة الساكنة المحلية ما دامت سوف تقتنى من مواردها الطبيعية التي تزخر بها الجماعة الغنية، وفتح جميع المجالات الغابوية بإقليم خنيفرة، وكذا فك حصار الساكنة المحلية لكل من قبائل أيت خويا وأيت معي وأيت بومزيل وإندموثن، إسوة بما تم القيام به لقبيلة أيت بومزوغ الموالية للرئيس الاستقلالي الحالي، ولو تمكنت الإدارة من نيل المساعدة من مجموعات الجماعات التي لن تكلفها العملية سوى ساعتين لتم فك العزلة عن الساكنة المحلية قبل أن تصبح الثلوج صقيع، ولتمكنت وحدات إدارة التجهيز من فتح جميع المسالك. في البداية تم فتح الطرقات المصنفة غير أن أمورا طارئة حالت دون ذلك، ومنها الفتح المح لمسلك بفلات في نفس المدار الطرقي المصنف حيث تعذر إيصال الخبز لطلبة دار الطالب بطلب ملح من قائد قيادة الحمام، الشيء الذي دفع آليات مصلحة التجهيز إلى فتح جميع المعابر التي توجد بطريقها، وحول سؤال من الموقع لإدارة التجهيز حول النقص الحاد في الآليات واهترائها فإنه بات من الطبيعي طلب آليات تستخدم في فتح الطرقات الدائمة عوض طلب آلية بثمن باهظ، وقد تستعمل فقط لمدة الشهر أو الشهرين فقط في فترة الثلوج، ولا حاجة في ذلك ما دامت العمالة ومجموعات الجماعات تتوفر على آليات ضخمة من قبيل D6 و D8 التي قد تساعد لو تم التنسيق بين هذه الجماعات الترابية وإدارة التجهيز ، إذ سوف يتمكن ميكانيكيو وتقنييو الآلات بالموقف الخاص بالإدارة من إضافة لوحات كاسحة للثلوج ذات قوة عالية لفك الحصار على ساكنة تحمل بطاقة التعريف الوطنية التي من المفروض أن يمكنها دستور المملكة من كافة حقوقها. من هنا يتضح أن إدارة التجهيز لوحدها لن تتمكن من مد يد المساعدة في فتح الطرق غير المصنفة إذا لم تقم الجماعات الترابية بتعبيد الطريق أولا. استطلاع موقع خنيفرة أونلاين اليوم للساكنة المحلية بأجدير أظهر هشاشة المستوى المعيشي وضعف الآليات التدبيرية التي تنهجها الجماعة الترابية لأكلمام أزيزا، حيث لازالت الساكنة معزولة تماما عن المدينة ، فالماشية تعاني من نقص حاد في الأعلاف، والساكنة تقضي النهار والليل في سجن دائم، وتعتبر نفسها أجنبية عن الشعب المغربي، وهي التي لم ولن تذق طعم الإحساس بالإنتماء للوطن ما دامت عقليات بالوطن لا تفكر بمعاناتها ومآسيها، في بلد تعتبر ذلك تنازلا منها عن سلطاتها المخولة لها، فلبلوغ ذلك لابد من اعتماد حكامة جيدة بالجماعات الترابية وكذا الحكامة المجالية بالمغرب وإعادة تحديد الخريطة السياسية التي تعتبر هؤلاء أبناء المغرب غير النافع، تبعا لما تم تسطيره من طرف المعمر الفرنسي الذي يرفض النهوض بالأطلس المتوسط، واعتماد السياسات الطبقية بجميع المجالات الجبلية ، وحتى تنعم هذه الشريحة بالأمن والأمان والانتماء الحقيقي لهذه الرقعة وبالأخص الجماعة الترابية لأكلمام أزيزا ومجلسها الجماعي الذي يعتبر الساكنة المحلية بالمجال مجرد أرقاما انتخابية ليس إلا ..