تفخر خنيفرة بامتلاكها لأكثر المناظر الطبيعية رونقا وجمالا بالمغرب. مؤهلات طبيعية هائلة هي بمثابة منتوج سياحي جبلي قوي بما فيه الكفاية، وله قدرة تنافسية هائلة من شأنها بناء أسس متينة لحركة اقتصادية مهمة بالمنطقة. لعل أهم ما تزخر به خنيفرة على الإطلاق تنوعها البيولوجي الذي تمتد أهميته إلى المستويين الوطني والعالمي، إذ يبقى جزء من منطقة خنيفرة الخزان الرئيسي للمياه العذبة بالمغرب، حيث تنطلق منها كمنبع أهم أنهار المملكة إلى مدن تتوفر على مختلف المنشآت الهيدروفلاحية الوطنية المحركة للتنمية. وتضم المنطقة معظم غابات الأرز النادر على المستوى العالمي والتي تعتبر أنبل الأشجار الغابوية بشمال إفريقيا والمنطقة المتوسطية، والذي يدخل ضمن البرنامج العالمي للتنوع البيولوجي. كما أن المنطقة تتوفر على تشكيلات غابوية غنية. سهول وهضاب وجبال في تناسق بديع، صخور من جميع الحقب ومن مختلف الأصول والأشكال، بحيرات و وديان ،غابات ومراع، مناخ متنوع من الجاف إلى الرطب، ومن المعتدل إلى الشديد البرودة. ثلوج تجلب السياح في فصل الشتاء، ومرتفعات تجلبهم في فصل الصيف بفضل اعتدال حرارتها. كل هذه المؤهلات الطبيعية من شأنها بناء سياحة قروية جبلية قوامها استقبال السائح من طرف السكان بمؤسسات إيوائية منسجمة مع المحيط القروي مما يجعل السائح يعيش جزءا من الحياة اليومية للسكان في جو حياة مشتركة جماعية، حيث يتحول موقع كل هذه الأنشطة إلى سوق مفتوح على الخارج و ذي وقع إيجابي على الساكنة وعلى الجوار. كل هذه المؤهلات الطبيعية تعتبر منتوجا سياحيا ذا جودة عالية ويجب استغلالها من أجل المنفعة العامة لتشجيع السياحة الجبلية، وذلك بتمكين عدد كبير من السياح المحليين من قضاء عطلتهم بكلفة مناسبة في أفق تسويق المؤهلات الطبيعية المتوفرة للسائح الأجنبي الذي أصبح يهتم كثيرا بهذا الصنف السياحي المتميز. إن الارتياد على المواقع السياحية الجذابة بخنيفرة على مدار السنة يدخل فيما يسمى ب "السياحة البيئية" أو "السياحة الطبيعية"، وهي ذلك النوع الترفيهي والترويحي عن النفس. وحسب فاعلين مرتبطين بمجال السياحة الجبلية فإن الوضعية التي يتواجد عليها القطاع السياحي بالإقليم عموما تعزى إلى مجموعة من العوامل المتداخلة، حيث يتضح أن استغلال المقومات والمؤهلات وتشجيع القطاع السياحي مازال بعيدا عن الأهداف المتوخاة منه، بالرغم من أن وزارة السياحة لها عدة دراسات في هذا الشأن لتطوير المنطقة غير أن أياد خفية من المسؤولين المفسدين بالإقليم يعارضون كل هذه الدراسات لغرض في نفس يعقوب، حيث يبقون على الوضعية المتدهورة للطرق والمسالك القروية، زد على ذلك تهاونهم ورفضهم لكل مقترحات المشاريع السياحية التي يتقدم بها المستثمرون، لكي تبقى لهم اليد الطولى في الهيمنة على هذه المؤهلات، وذلك بإجهاضهم لكل الأفكار التنموية القادرة على انتشال المنطقة من الفقر والأمية. ولكي يتم استغلال هذه الإمكانيات الطبيعية الهائلة والتي نادرا ما تتوفر بنفس الكم والنوع بأقاليم أخرى على الوجه المطلوب، فإنه يتعين وضع السياحة المحلية ضمن استراتيجية تقوم على تشخيص المعيقات، وطرح الحلول بخلق تصور واضح وإرادة فعالة للنهوض بهذا القطاع الحيوي، وذلك بالتركيز على التنمية المستدامة التي تراعي الأبعاد الاقتصادية والاجتماعية والبيئية لاستغلال ما أمكن من المؤهلات السياحية الطبيعية التي لا زالت تتواجد في عطالة مستديمة ولا تحتاج إلا لقليل من الجهد والجدية.