تعتبر البحيرة الزرقاء من الوجهات المفضلة للسياح المغاربة والاجانب.. شكل تقييم حصيلة وآفاق تنمية القطاع السياحي بإقليم خنيفرة محور أشغال المجلس الإقليمي الذي انعقد أمس الثلاثاء في دورته العادية لشهر مايو المنصرم. وبهذه المناسبة، تم تقديم عرض حول «دور ومساهمة الوزارة الوصية في تطوير قطاع السياحة بالإقليم» والذي أبرز من خلاله ممثل المندوبية الجهوية للسياحة، الإمكانات التي تزخر بها المنطقة والتي لم تستغل بعد. وتطرق المسؤول كذلك إلى الوضع الحقيقي للسياحة بهذا الإقليم الذي يظل منطقة عبور بامتياز، مؤكدا أن القطاع «يعاني من اختلالات كثيرة على مستوى البنية التحتية ومن نقص في مؤسسات الاستقبال ووكالات الأسفار والنقل السياحي». وأشار، في هذا الصدد، إلى أن عدد من الفنادق المصنفة على مستوى الإقليم لا يتجاوز خمس مؤسسات فضلا عن ثلاثة مراكز إيواء.. من جهته، أشار عامل الإقليم إلى أن تشجيع النشاط السياحي يشكل قاطرة للتنمية الاقتصادية بالمنطقة، مؤكدا على ضرورة الانكباب على التنمية ببعدين أساسسين، وهما السياحة الإيكولوجية وكذا الجبلية بالنظر للإمكانات الهائلة التي تتوفر عليها المنطقة, ومنها خاصة أكبر غابات شجر الأرز على الصعيدين الوطني والدولي، فضلا عن مواقع طبيعية ساحرة أخرى. وذكر بالدراسات الجارية والمشاريع المبرمجة في هذا الإطار، مشيرا، بالخصوص، إلى الدراسات المتعلقة بحمالية وتثمين موارد أم الربيع وتهيئة بحيرات (اكلمام ازكزا) و(تيكلمامين)، فضلا عن إنجاز نحو 17 مسار خاص بالدراجات وإحداث فضاء للاستقبال السياحي ينتظر أن يتم افتتاحه قريبا. من جهتهم، عبر أعضاء المجلس عن أسفهم لغياب مندوبة للسياحة على مستوى الإقليم، داعين إلى تنشيط دور المجلس الإقليمي للسياحة الذي تم إحداثه مؤخرا وإرساء مخطط عمل عام لإنعاش وترويج المنتوجات السياحية المحلية، ووضع القطاع على السكة الصحيحة. وأبرزوا أهمية تكريس وتجسيد ثقافة سياحية حقيقية سواء لدى متدخلي القطاع أو السكان، داعين إلى تظافر جهود الفاعلين المحليين من أجل إنعاش النشاط السياحي الذي يمثل رافعة للتنمية المحلية المستديمة بالجهة. وخلال هذه الدورة العادية، صادق المجلس الإقليمي لخنيفرة على عدة اتفاقيات للشراكة تهم أساسا تفعيل ممرات المراكز القروية للإقليم باستثمار يبلغ 21 مليون درهم وبناء بيت للطالب في الجماعة القروية لسيدي حسين (125ر3 مليون درهم)، وبناء خمس مساكن وظيفية لفائدة أطر التعليم بخنيفرة (مليون درهم) واقتناء بقعتين أرضيتين على التوالي لفائدة الجماعة القروية لمولاي بوعزة بهدف إنجاز مطرح عمومي والجماعة القروية لسيدي يحيى أو ساعد لإنشاء سوق أسبوعي. والجدير بالاشارة الى ان اقليمخنيفرة يتميز بعدد مواقع سياحية خلابة ، من اهمها البحيرة الزرقاء أو كما يسميها الأمازيغ «أكلمام أزكزا»، أحد الأماكن السياحية الطبيعية، التي تزخر بها خنيفرة، عاصمة الأطلس المتوسط. وتتميز «أكلمام» بمناظرها الخلابة والساحرة، وهي موقع سياحي جذاب ما يزال يحتفظ بطابعه المتوحش. تفخر خنيفرة بامتلاكها للمناطق الأكثر جمالا وروعة في الأطلس المتوسط، يكفي قطع بعض الكيلومترات خارج المدينة في اتجاه الموقع التاريخي «أجدير» لتنفتح للزائر أحضان الطبيعة العذراء، بحيرات، وغابات الأرز والبلوط الأخضر، ومواقع جبلية رائعة. هناك على بعد ثلاثين كيلومترا من مدينة خنيفرة، مرورا عبر عيون «أروكو» و»أسول»، وغابات طبيعية، توجد البحيرة الزرقاء، التي يتوقف فيها الزمن ويتلاحم الإنسان بالطبيعة في قمة صفائها. الطريق لهذا الموقع الإيكولوجي لا يسعف الكثيرين في زيارته، فكلما تقلصت المسافة إليه إلا وضاقت الطريق، ويبدأ التوغل داخل غابات شاسعة، ويزداد العلو عن مستوى سطح البحر ب 1800 متر، ليصل إلى ما يقرب 1900 متر في «أكلمام أزكزا». في الطريق إلى هذا الموقع الطبيعي، يكتشف الزائر مناخا لطيفا ومعتدلا، وجبالا وعيونا ووديانا، وتنوعا بيئيا نباتيا متميزا، وتتوفرالمنطقة على أكبر خزان للمياه العذبة بالمغرب، بالإضافة إلى الطيورالمستوطنة النادرة، فضلاً عن وجود أصناف متعددة من الحيوانات المحمية، خصوصا قرد الأطلس المتوسط والخنزيرالبري، وغيرها من الحيوانات النادرة. وتتوفر البحيرة الزرقاء على عدة مكونات طبيعية وإيكولوجية، تشكل عناصر الجذب السياحي، المتمثلة في توفرها على جبال شاهقة مكسوة بغابات شجرة الأرز النادرة، التي يصل عمرها في بعض الأحيان إلى عشرة قرون، بالإضافة إلى أن المنطقة تتمركز في أعالي جبال الأطلس المتوسط، وتعرف أكبرالتساقطات الثلجية بالمغرب الجبلي، ما يجعل بحيرة «أكلمام أزكزا» قبلة للزوار على امتداد السنة، صيفا وشتاء. تعد البحيرة من البحيرات الطبيعية بإقليم خنيفرة، وتعتبرعند سكان الأطلس المتوسط بمثابة متنفس سياحي مهم، وهي من الوجهات المفضلة لدى السائح المحلي والوطني والأجنبي. وحسب فاعلين مرتبطين بمجال السياحة الجبلية، فإن الوضعية، التي توجد عليها بحيرة «أكلمام أزكزا»، والقطاع السياحي بالإقليم عموما، تعزى إلى مجموعة من العوامل المتداخلة، إذ يتضح أن استغلال المقومات والمؤهلات وتشجيع القطاع السياحي مازال بعيدا عن الأهداف المتوخاة، ولكي يجري استغلال هذه الإمكانيات الطبيعية الهائلة، التي نادرا ما تتوفر بالكم والنوع نفسيهما بأقاليم أخرى على الوجه المطلوب، فإنه يتعين وضع السياحة المحلية ضمن استراتيجية تقوم على تشخيص المعيقات، وطرح الحلول، بخلق تصور واضح وإرادة فعالة للنهوض بهذا القطاع الحيوي، و بالتركيز على التنمية المستدامة، التي تراعي الأبعاد الاقتصادية والاجتماعية والبيئية لاستغلال ما يمكن من المؤهلات السياحية الطبيعية، التي ما زالت توجد في عطالة مستدامة، ولا تحتاج إلا لقليل من الجهد والجدية.