بعد مضي أزيد من 20 يوما على اختفائه في ظروف غامضة، ما يزال مصير الطفل حكيم الزناني بخنيفرة مجهولا، ووالدته لم تتوقف عن طلب المساعدة في البحث عنه، في حين اتصلت بالجهات المسؤولة على أمل الوصول إلى مصير فلذة كبدها وفك لغز اختفائه. ولم يكن غريبا أن يخلق الحادث الغامض مجموعة من التأويلات والتكهنات، بل والإشاعات الرهيبة من قبيل أن الطفل قد تم العثور على جثته من دون الكليتين، وأمام كل ذلك، لم يلاحظ المتتبعون أي تحريات مسؤولة على مستوى واقعة الطفل، فيما أبدت أوساط واسعة من السكان والفاعلين والجيران تضامنها الكبير مع عائلته المصدومة التي استنفدت كل سبل البحث عنه من دون نتيجة إيجابية حتى الآن. وفي لقاء أجرته معها «الاتحاد الاشتراكي»، قالت أم المختفي، البالغ من العمر 13 سنة، وهي امرأة معوزة وأمية، أنه لم يتم لحدّ الآن العثور على طفلها الذي اعتبرته بعض الأطراف الأمنية مجرد «متغيب»، وذلك منذ اللحظة التي تناولت فيها هي وطفلها وجبة الغذاء بأحد المقاهي الشعبية التي تكلف صاحبها بإطعامهما من باب الإحسان، قبل أن يستأذن الطفل للتوجه إلى مقبرة المدينة ككل يوم،بغاية كسب دريهمات يتصدق بها عليه، زوار المقبرة أو مشيعو الجنائز، لكن لم يخطر على بال أحد أن الطفل حكيم «سيتبخر» دون أن يترك وراءه أي أثر، وأن حكايته ستخلف هلعا ورعبا كبيرين في صفوف السكان. ولكون الكثيرين، بأحياء أحطاب وحمرية والأرز وآيت خاصة والأطلس وغيرها، يعرفون الطفل، ويلقبونه ب «كيكي»، إلى جانب معارفه الكثر بالنظر إلى تجواله اليومي بشوارع المدينة، ومرافقته العفوية لكل جنازة متجهة إلى المقبرة، فقد خمن البعض أن يكون للاختفاء الغامض، علاقة بمجرمي تهريب الأطفال، في حين لم يستبعد آخرون وجود علاقة للحدث، بعصابات خطف الأطفال وقتلهم لاستخراج الكنوز، وهو أصلا ضخم الرأس بشكل أثر على سلامة ذهنه، وقد رجح البعض أن يكون قد اختطف وتم نقله إلى جهة أخرى خارج الإقليم. وضمن المعطيات التي حصلت عليها «الاتحاد الاشتراكي»، قالت الأم أن مواطنا روى لها ما يفيد أن امرأتين مجهولتين أرغمتا طفلها حكيم على اصطحابهما على متن حافلة للنقل الحضري، وأن هذا المواطن اقتفى أثر المرأتين إلى نحو حي أشبارو حيث اختفتا عن أنظاره، علما أن أسرة الطفل من فقراء الحي الهامشي «أحطاب»، ومن البديهي أن ترتفع نسبة المطالبين من الجهات المعنية والسلطات الأمنية بتعميق تحرياتها وتسريع عملية البحث عن الطفل المفقود، ولو في وجود «مذكرة بحث» عنه كمتغيب، على حد مصادر شبه مطلعة.