الانتخابات في برشلونة تعني: - مجالس منتخبة ديمقراطيا بالمفهوم الديمقراطي للديمقراطية - برامج تقدم وجماهير حرة تصوت ولا مجال لاعتبارات أخرى. - الأحزاب المنتخبة لها برنامج واضح وقابل للتنفيذ ولا وصاية على المجلس المنتخب من طرف جهة ما اللهم وصاية الشعب وهدا حق مشروع. - المجالس ليست أداة للتسلق الطبقي والاستفادة من الريع السياسي. - المنتخبون - وهم يمتلكون الحد الأدنى من الوعي سياسي - لهم تصور واضح انطلاقا من حاجيات المدينة على جميع المستويات الاقتصادية ،البيئة ،الثقافية ،الرياضية ،السياحية والاجتماعية وعلى هدا الأساس يقدمون برامجهم وعلى هدا الأساس ينتخبون. - الدساتير والقوانين المنظمة للحياة العامة ديمقراطية ونابعة من نقاش سياسي ديمقراطي يحترمه الجميع لأنه نتاج لفعل ديمقراطي حقيقي. - المال العام مقدس والقانون فوق الجميع ولا إفلات من العقاب والشعب يراقب كل شيء ويحتج إن اقتضى الأمر دلك وصوته مسموع ويأخذ بعي الاعتبار ولا مجال للمشاريع الوهمية والاختلاسات والتبذير واستغلال الملك العام لأغراض شخصية. - مفهوم المال العام ليس فكرة مثالية يتم تداولها في الأخبار و المنتديات الفكرية فقط بل مفهوم المال العام مفهوم مادي ملموس يتجسد عمليا في البنى التحية من طرقات ووسائل النقل الميترو - الحافلات - الأنفاق - شوارع نظيفة - شركات جمع النفايات تؤدي مهامها بشكل دقيق - إشارات المرور في كل مكان - خدمات الشرطة والإطفاء والإسعاف دقيقة جدا ولا مجال للتهاون أو الأخطاء الجسيمة. - مراقبة صارمة لكل الخدمات ومحاسبة كل متورط في عدم أداء مهامه التي يؤدى عنها. - متاحف -مسارح - مسابح - ملاعب - بنيات سياحية تحت مراقبة المجالس البلدية المنتخبة وهي من يقرر في الحياة العامة للمدينة وليس جهات أخرى محلية أو مركزية. في برشلونة قررت عمدة المدنية Ada Colau وهي من "بوديموس " إعادة النظر في السياسة السياحية للمدينة لسنة 2016 من أجل جعلها سياسة سياحية شعبية دون إزعاج راحة سكان المدينة الأصليين وقررت وضع برنامج سياحي متكامل للسنة المقبلة انطلاقا من تصور بوديموس وانتظارات جماهير برشلونة. في برشلونة لا يمكن تصور حي بالمدنية دون خدمات أساسية من تعليم وتطبيب وحدائق ومعهد الموسيقى وأزقة وشوارع معبدة ومتاجر وخدمة جمع النفايات وفنادق وملاعب رياضية ومسابح...،كل الأحياء متساوية وليس هناك فرق بين هذا الحي وذاك في هده الأمور وكل نقص يتم تداركه لاحقا انطلاقا من تدخلات المنتخبين المعنيين . هذه هي الديمقراطية المحلية في أوربا عموما وهكذا تدار شؤون المدينة فأين نحن من كل هدا ؟ خلاصة القول : بناء على هذا التوصيف الذي استقيته من معاينتي الميدانية من قراءتي لما هو أساسي في التاريخ السياسي الأوربي والمغربي ومن علاقاتي ونقاشاتي مع الكثير من الفاعلين السياسيين بالمغرب وأوربا أعتبر ،بكل موضوعية ودون نية التجريح أو ممارسة أي نوع من البوليميك ، أن المتهافتين على الانتخابات في المغرب في ظل واقع الحال المعروف هم إما جاهلون ،أو وصوليون ،أو مثاليون... برشلونة 6 غشت 2015.