اجتاحت أسراب من الجراد وبطريقة مفاجئة مساحات واسعة من منطقة أزغار خصوصا منطقة كرتيلا وتالت إلى غاية الحدود مع أولماس بإقليم الخميسات. وقال مسؤولو الجماعة القروية الحمام ّبإقليم خنيفرة إنهم أخبروا الجهات المعنية لاتخاذ التدابير اللازمة للحد من انتشاره على نطاق أوسع في وقت قياسي. وفور توصل المديرية الإقليمية للفلاحة بشكايات فلاحي المنطقة، تم إيفاد تقنيي المصالح المعنية إلى عين المكان، وأكدت معاينتهم الميدانية الحاجة لتدخل عاجل للقضاء على أسراب هذا النوع من الجراد المعروف بالجراد المحلي المغربي والذي اجتاح فعلا مساحات واسعة من أزغار تقدر بألف هكتار. وأرجعت مصادر فلاحية ظهور هذا النوع من الجراد إلى الظروف المناخية الملائمة المساعدة على تكاثره، حيث عرفت المنطقة تساقطات مطرية هامة أنعشت الغطاء النباتي، ومع ارتفاع درجة الحرارة، تفقس البيض الذي وضعته الإناث في حفر داخل الأرض خلال فصل الخريف، فخرجت منه يرقات تنمو بسرعة وتتحول تدريجيا إلى جراد بظهور أجنحة وزبانات، علما أن الفترة الزمنية لكل مرحلة تختلف عن الأخرى حسب الظروف المناخية. وأكدت أن خطورة هذا الجراد تكمن في هجومه الشرس على الغطاء النباتي بشكل سريع، حيث تلتهم كل جرادة ضعف وزنها في اليوم. وبناء على هذه المعاينة، تقرر بدأ عملية المعالجة، غير أنها عرفت بعض التّأخر بحيث من جهة تسند هذه المهمة للمركز الوطني لمكافحة الجراد بأيت ملول للحصول على المبيدات اللازمة للقضاء على هذه الحشرات، فتقنيات مكافحة الجراد ترتكز حالياً على استخدام المبيدات ذات التأثير القاتل بالملامسة، أي أن الحشرة تموت بمجرد ملامستها لقطرات المبيد بشكل مباشر أو عن طريق ملامسة النباتات المرشوشة به أو بابتلاع أوراقها أو بالرش مباشرة على البيض. وتنتظر ساكن الجماعة القروية الحمام، حصول مصالح المكتب الوطني للسلامة الصحية للمنتجات الغذائية بخنيفرة بالتزامات فلاحي المنطقة بسحب ماشيتهم وخلايا نحلهم من المنطقة التي ستعرف المعالجة بهذه المواد الكيماوية لمدة لا تقل عن عشرة أيام.