نظمت جمعية أمنزو للثقافة والتنمية والبحث بخنيفرة مساء السبت 18أبريل 2015 بقاعة العروض بالمركز الثقافي أبو القاسم الزياني وذلك احتفالا بالذكرى 35 للربيع الأمازيغي ، ندوة فكرية حول موضوع الأمازيغية وحقوق الإنسان. وقد اختار المنظمون تخصيص هذه الدورة للفنان الأمازيغي الراحل محند أمزيان السعيدي تحت شعار " من أجل أي أمازيغية نناضل" . سير الندوة الأستاذ لحسن باجي رئيس جمعية أمنزو الذي وضع الحضور في سياق الندوة وأهمية اختيار الموضوع ، كما عرض شريط قصير حول الفنان محند السعيدي من إعداد لجنة إحياء أربعينيته، ليعطي المسير بعد ذلك الكلمة للأستاذ لحسن زروال الذي قارب موضوع إيمازيغن والاعتقال السياسي منطلقا من تحديد خصوصيات الأنظمة السياسية التي يكثر فيها الاعتقال السياسي حيث وضح أن " الاعتقال السياسي سببه الممارسة السياسية المبنية على العنف والعنف المضاد" . لم يفت الأستاذ زروال أن يكشف عن الدور الذي لعبته الحركة الأمازيغية في تطوير الفكر الحقوقي بالمغرب حين فتحت عيون المنظمات الحقوقية ومختلف الفاعلين في مجال حقوق الإنسان على جوانب هامة في الإشكالات الحقوقية خاصة ما يتعلق بالحقوق الثقافية واللغوية التي لم ينتبه إليها بسبب طغيان الإيديولوجية التي تعتبر المغرب بلدا عربيا وثقافته عربية. وفي حديثه عن النخب السياسية المغربية أشار إلى أن المغرب فشل في إفراز نخب سياسية مرنة محاورة تناقش الفكر بعيدا عن العنف، وعلق على وجود المؤسسات السياسية بموجب الدستور بكونها أواني حداثية بمضمون تقليداني لم يقطع مع ممارسات النظام في العهود ما قبل الانفتاح على الحداثة السياسية شكليا. وعن أسباب استهداف المخزن للنخبة الأمازيغية منذ ثمانينيات القرن الماضي برر الأمر بطبيعة الخطاب الأمازيغي الذي يزعزع ثوابث المخزن والأحزاب التي تتفق وهذا الأخير حول بعض القضايا كعروبة المغرب و قضية فلسطين ....عكس الخطاب الأمازيغي الذي يشكل معارضة كلية حسب قوله. استعرض الأستاذ لحسن زروال نماذج من الاعتقالات التعسفية في حق الأمازيغ في المغرب منذ اعتقال الراحلين علي صدقي أزايكو وبوجمعة هباز بداية الثمانينيات مرورا باعتقالات الراشيدية 1994ثم اعتقالات 2007 وفي كل مرة حسب الباحث زروال ينجح المخزن في تلفيق تهم جنائية بالمناضلين وهو ما يجعلهم عرضة للإجرام السياسي عوض الاعتقال السياسي وهناك فرق كبير بين المفهومين. وقد قرأ جزءا من مقالة للمعتقل السياسي حميد أعضوش يوضح فيها نية المخزن في اعتقال إيمازيغن والمتمثلة في إفراغ الساحة من النضال. خلص الأستاذ زروال إلى أن ضرورة تجويد النضال الحقوقي الأمازيغي لضمان مرافعة جيدة مستقبلا لأن الاعتقالات لم ولن تتوقف. وحث على ضرورة الوقوف إلى جانب المعتقلين أفرادا وإطارات. المداخلة الثانية خصصها الأستاذ سعيد باجي للساني الأمازيغي بوجمعة هباز الذي تم اختطافه واغتياله بمدينة الرباط بسبب بحوثه العلمية حول اللغة الأمازيغية ولم تعترف الدولة بمسؤوليتها حسب الأستاذ سعيد باجي إلا في السنوات الأخيرة وهو اعتراف غير مكتمل لأنه لم يحدد مكان دفنه. ويعتقد الأستاذ سعيد باجي أن هباز قد يكون فارق الحياة بالمعتقل المعروف بالغربية بالرباط، وفي هذا الصدد صرح الأستاذ سعيد باجي أنه سيصدر في الأشهر المقبلة كتابه الثاني حول قضية بوجمعة هباز تحت عنوان "مغتال بدون قبر" وهو كتاب سيكون ثمرة البحث لمدة 4 سنوات. ودعا باجي في مداخلته إلى ضرورة التكتل لإرغام المخزن على كشف قبر المناضل بوجمعة هباز . المداخلة الثالثة كانت عبارة عن شهادة للأستاذ لحسن هباز شقيق المغتال بوجمعة هباز وقد تحدث عن الظلم الذي تعرض له شقيقه وعائلته وكل المعتقلين وعائلاتهم لكونهم أرادوا للمغرب وضعا أحسن مما كان عليه، كما عرج على بعض الافكار التي كان ينادي بها شقيقه مبرزا المحنة التي عاشتها الأسرة بعد الاعتقال. ودعا هباز لحسن إلى الكشف عن قبر بوجمعة مثله مثل باقي المغتالين ما دام أن الدولة اعترفت باعتقاله ووفاته في مخافر الشرطة. محمد زروال/ خنيفرة