نظمت جمعية تاوادا للثقافة والتنمية وحقوق الإنسان ندوة حقوقية تحت شعار:"بوجمعة الهباز، الرجل، الفكر والمصير المجهول." يوم السبت 01يونيو 2013م ابتداء من الساعة الخامسة مساء بقاعة القصر البلدي بورزازات.من تأطير الأستاذ والصحفي سعيد باجي والأستاذ لحسن زروال وبمشاركة عائلة المختطف وبحضور العديد من الفعاليات الحقوقية والجمعوية والسياسية المحلية،وأكد رئيس جمعية تاوادا المنظمة للندوة أنها راسلت السيد محمد الصبار الأمين العام للمجلس الوطني لحقوق الإنسان قصد الحضور والمشاركة في الندوة واعتذر عن الحضور نظرا لارتباطه بمهمة خارج الوطن وأكد أنه سيكلف مندوبا عنه للحضورر، غير أنه لم يحضر أي ممثل عن المجلس للندوة.وشهدت الندوة تغطية إعلامية من طرف القناة الثامنة "تمازيغت" وإذاعة شدى إف إم ومنابر إلكترونية . في البداية تطرق الأستاذ سعيد باجي في مداخلته لسيرة وحياة المختطف "بوجمعة الهباز" منذ ولادته ونشأته في قرية بوتازولت في منطقة إميني بورزازات سنة 1943م ومسيرته الدراسية انطلاقا من المرحلة الابتدائية في مسقط رأسه ودراسته الإعدادية والثانوية في ثانوية محمد الخامس في مراكش ونجح في الولوج إلى مدرسة المعلمين بمراكش سنة 1962م وواصل مساره الدراسي بتفوق حيث حصل على الإجازة في اللغة الفرنسية وآدابها سنة َ1973م بجامعة محمد الخامس بالرباط وحصل على دكتوراه في اللسانيات من جامعة السوربون بباريس في موضوع:"مقولة الجهة في الأمازيغية" سنة 1979م وبعد عودته إلى المغرب عُين أستاذا مساعدا بجامعة محمد الخامس وفي أبريل 1981 توصلت أسرته بخبر اختفائه في ظروف غامضة في مدينة الرباط ،وتفيد شهادات بعض زملائه وأصدقائه إلى تعرضه للمضايقات الأمنية بسبب مواقفه السياسية وعلاقاته بالمناضلين من الطبقة العاملة ومن المثقفين المتشبعين بالفكر التقدمي اليساري ،وكان من أول المؤسسين والمنظرين للحركة الأمازيغية . وأخذ الكلمة بعد ذلك السيد لحسن الهباز أخ المختطف والذي حضر رفقة عدد من أفراد عائلته، حيث أكد على أنه متشبث بمواصلة البحث عن حقيقة اختفاء أخيه، كما طالب الباحثين الأمازيغ لمواصلة البحث والنضال من أجل إعطاء اللغة والثقافة والحضارة الأمازيغية المكانة التي تستحقها بناءا على أسس علمية وجريئة. إن قضية الاختفاء القسري ل"بوجمعة الهباز" ظلت بدون أي مؤازرة منذ 1981، وبقي ملفه طي النسيان إلى أن عمل بعض الناشطين الأمازيغ على إثارة الموضوع من جديد ابتداء من التسعينات مما دفع بهيئة الانصاف والمصالحة لإدراج اسمه ضمن قائمة المختطفين مجهولي المصير لأسباب سياسية ،وفي سنة 2010 ورد في التقرير النهائي لهيئة الإنصاف والمصالحة أن "بوجمعة الهباز"من بين الحالات التي تبث بعد تحريات الهيئة أنه تعرض للاعتقال والتعذيب في مخافر الشرطة في مدينة الرباط ثم اختفى بعد ذلك دون أن يُعرف مصيره. وفي المداخلة الثانية ركز الأستاذ لحسن زروال على جوانب المشروع الفكري واللغوي ل"بوجمعة الهباز" ولمواقفه السياسية المناهضة للمشاريع الإيديولوجية للمستشرقين والمستمزغين العرب منهم والأوروبيين، وتصدى عبر كتابته لمظاهر الاستلاب التي أثرت في العديد من المثقفين والشباب المغاربة آنذاك. وصرح الاستاذ حميد ليهي رئيس جمعية تاوادا للثقافة والتنمية وحقوق الانسان أن هذه الندوة تندرج ضمن سلسلة من الأنشطة للمساهمة في الكشف عن حقيقة اختفاء بوجمعة الهباز ،وأن الجمعية قد وضعت رهن إشارة المواطنين عريضة لجمع توقيعات تعتزم الجمعية إرسالها إلى كل من الوزارة الأولى ،وزارة التعليم العالي والمجلس البلدي لورزازات قصد الكشف عن مصير المختطف "بوجمعة الهباز" و إطلاق اسمه على الكلية المتعددة التخصصات بورزازات.