جمعيات مدنية بتغسالين تحتفي بالمرأة بأنشطة متنوعة وتحافظ على التقليد السنوي

في شكل احتفالي أصبح تقليدا سنويا ببلدة تغسالين التأمت الجمعيات التالية: الجمعية الاجتماعية للتنمية. وأحمد البوعناني للسينما والثقافة وأصدقاء تغسالين للبيئة و تنغريت لفن أحيدوس والآفاق للتربية والفنون والفروسية بتغسالين. لتخليد الاحتفال باليوم العالمي للمرأة وذلك يومي 21 و 22 مارس 2015 بقاعة العروض بالجمعية الاجتماعية للتنمية .
و كان الحضور مساء يوم السبت 21 مارس 2015 بعد كلمة ترحيبية للمنظمين ألقتها التلميذة مريم مرزوق على موعد مع وجبة سينمائية قدم الأستاذ محمد زروال بطاقتها التقنية . ويتعلق الأمر بفيلم رشيدة الذي أخرجته الجزائرية أمينة الشويخ سنة 2002 . ليعطي الفرصة للقاعة لمشاهدة الشريط وبعده تمت مناقشة مضمون الفيلم الذي يتمحور حول ظاهرة الإسلام السياسي بالجزائر ومعاناة الساكنة خاصة النساء. استمتع الحضور بجماليات اللقطات في الفيلم و التسلسل السلس للحكي والتدرج في الكشف عن تيمة الفيلم، وقد علق بعض الحاضرين على اللقطات الأخيرة في الفيلم والتي صورت مشاهد الخراب والدمار بعد الهجمة الإرهابية و سجلوا صمود ذ رشيدة وعزمها على مواصلة تحدي القوى الإرهابية بالعلم.
في اليوم الثاني 22 مارس 2015 نظمت ندوة فكرية حول موضوع : صورة المرأة في المجتمع المدني، سيرها الأستاذ فؤاد قشاشي و شارك فيها الأستاذ والناشط الأمازيغي رشيد عماجو والأستاذتان صفاء المرزاق و بورشيد وكل واحد منهم تناول الموضوع من زاويته الخاصة حيث تطرق الأستاذ عماجو لوضعية المرأة في المجتمعات الثالثية، وخلص إلى أن إقصاء المرأة لا وطن ولا طبقة له. أما الأستاذة حنان بورشيد فقد توقفت بلغة الأرقام عند حضور المرأة في تدبير وتسيير الاقتصاد المغربي وأكدت أن الرجل لازال مسيطرا على اتخاد القرار داخل المقاولة المغربية.
وعرجت المرزاق في مداخلتها على مكانة المرأة في حقل الفلسفة مستحضرة أسماء بعض الفيلسوفات في مجتمع أثينا القديم . كما تناولت وضعية المرأة في المجتمع المغربي مع الإشارة إلى التقدم الحاصل في اندماج المرأة في مختلف القطاعات . مداخلات الأساتذة تفاعل معها الحضور وسمحت بفتح نقاش عميق ارتبط بالمفاهيم والتصورات المختلفة لقضية المرأة باعتبارها قضية النقاش العام ليس في المغرب وحده بل إنه موضوع تعطى له الأهمية حتى في الدول المتقدمة. وقد خرجت الندوة بخلاصات أساسية وهي .
تنظيم ندوات وملتقيات فكرية في مواضيع مختلفة لأجل إشعاع ثقافي بالمنطقة
قضية المرأة مرتبطة بتحرير الطاقات الاجتماعية والمجتمعية بشكل عام
الاهتمام بمقاربة النوع قصد تمثل إيجابي للوظائف الاجتماعية للمرأة
العمل على بناء عقول واعية بمكانة المرأة ودورها في المجتمع عبر تجاوز النظرة النمطية التقليدية من خلال وسائل التنشئة الاجتماعية (الأسرة، المدرسة، الإعلام...)
دور المجتمع المدني في تجاوز النظرة الذكورية اتجاه المرأة، وبلورة برامج للتحسيس والتوعية بذلك.
سعداء اليوم لحضوركم/ن في إطار فعاليات أيام "صورة المرأة المغربية في المجتمع المدني" التي تنظمها ثلة من جمعيات تيغسالين، كتقليد سنوي بمناسبة العيد الأممي للمرأة، وذلك خدمة منها لقضايا المرأة، والتحسيس بضرورة تجاوز التمثلات السلبية والترسبات البائدة حول المرأة ووظائفها الاجتماعية، وقناعة منها كذلك بملحاحية تكريس الديمقراطية و حقوق الإنسان و المساواة الحقيقية داخل المجتمع خاصة بين المرأة و الرجل. لهذا نعتبر احتفالنا بعيد المرأة الأممي فرصة لتأكيد الحاجة للتآخي و المحبة و ترسيخ كل ما هو ايجابي ومنه التشارك في بناء وعي عام من مدخل العمل المدني و السينما و الثقافة والبيئة والفنون وغيرها.
يشرفنا نحن الجمعيات الفاعلة في الفضاء المدني لتيغسالين مشاركتنا هواجس إنجاح هذه الأيام، ونحن نعلم دقة اختيار موضوع هذه الأيام الذي يعكس انشغالا رصينا، واهتماما عميقا بقضايا تغيير الذهنيات اتجاه المرأة، بعيدا عن المواضيع الاستهلاكية والمناسباتية. إذ ما نصبو إليه بكل تأكيد خلال هذه الأيام هو مد الجسور بين مختلف الإطارات المدنية للبلدة للعمل سوية على خلق إشعاع ثقافي متميز نابع من الهامش والتأسيس لأفق إيجابي و فاعل للعمل المدني التشاركي.
فمرحبا مرة أخرى بكل الفعاليات المشاركة وجميع المهتمين والنشطاء في مجالات الفعل المدني والاجتماعي. كما نتشرف بحضور كل من لبى دعوة الجمعيات و الشركاء لحضور فقرات هذه الأنشطة على مدى يومين، و من هذا المنطلق تقبلوا جميكم/ن أحر تحيات الجمعيات المنظمة وهي،
الجمعية الاجتماعية للتنمية بتيغسالين
جمعية أحمد البوعناني للسينما والثقافة
جمعية أصدقاء تيغسالين للبيئة و التنمية
جمعية تينغريت لفن أحيدوس
جمعية الآفاق للتربية والفنون
جمعية الفروسية بتيغسالين
أملنا أن تتعمق شراكتنا وأن يتم تدعيم المشاريع والمبادرات الثقافية بشكل يحفز الجميع على الفعل الجاد والمبادرة الخلاقة و كل ما يفيد المعاني الإيجابية لوجودنا جميعا بمنطقة تيغسالين.
في المساء غصت القاعة بجمهور من مختلف الأعمار للاستمتاع بفقرات فنية من إبداع أبناء تغسالين وعلى رأسهم عازفا الكمان راقيبي حمزة و علي العلوي والفكاهي محمد أمرين.
و في الختام شكر المنظمون الحضور على تفاعلهم و حسن تنظيمهم وضربوا لهم موعدا مع أنشطة أخرى طيلة السنة.