احتضنت قاعة المحاضرات بالمركز الثقافي أبي القاسم الزياني بخنيفرة، صبيحة اليوم السبت 14 فبراير 2015، حفل توقيع رواية "الزغاريد" للمبدع الأستاذ عزيز أعمي. هذا النشاط الثقافي الهام الذي نظمه المجلس الإقليمي للتفتيش بتنسيق مع المركز الثقافي أبي القاسم الزياني ، عرف حضورا مهما من طرف أعضاء هيئة التفتيش و التأطير التربوي و هيئة التدريس بخنيفرة إلى جانب مجموعة من المهتمين و الفاعلين في المجال الثقافي بالإقليم . رواية الزغاريد التي صدرت عن دار الأمان بالرباط ، و التي تعد إصدارا مهما يغني الساحة الثقافية بالمغرب و العالم العربي، عرفت ثلاث قراءات نقدية لزملاء المبدع عزيز أمعي، تكلف بها كل من السيد المصطفى فاروقي و السيد محمد ريسي و السيد سي محمد عياش، فبعد تقديم مجموعة من الكلمات الافتتاحية للسادة مدير المركز الثقافي أبي القاسم الزياني و المسؤول النيابي السيد محمد النوري رئيس مصلحة الحياة المدرسية بالنيابة الإقليمية لخنيفرة و السيد محمد مسوس عضو المجلس الإقليمي للتفتيش بنيابة خنيفرة. المداخلة النقدية الأولى التي تناولها السي مصطفى فاروقي، اختار لها عنوان "سطور النشوق في نشوة الحكي في رواية الزغاريد" ، تناول فيه مجموعة من الجواب و الإشارات التي ترتبط بتاريخ قبيلة بني واراين المعروفة بمقاومتها الشرسة للاستعمار ، و التي اختارها السارد كمعبر للوصول إلى أغراض أدبية أخرى ذات طابع اجتماعي و إنساني،و التعبير عن الصراع عن الأرض و الحرية . المداخلة النقدية الثانية تناولها السيد محمد ريسي عنونها ب "تعالق الحكايات بالخطاب الروائي" و التي كانت عبارة عن تأطير للرواية من خلال دراسة العنوان و الصورة قبل أن يستكنه وظائفها و خصوصياتها ، كما حاول أن يربط بين افتتاحية الرواية و نهايتها من خلال الأحداث ، و قد صنف المحاضر رواية الزغاريد ضمن الروايات التي تعتمد على الشكل الحكائي المتدرج، كما أوضح السيد ريسي من خلال ورقته، صعوبة تلخيص الرواية بسبب كثرة شخوصها و تعدد أحداثها و تداخلها. هذا إلى جانب نبشه بطريقة أدبية جميلة جدا في ذاكرة شخوص الرواية و كيفية تأثير العلاقات بينها في إغناء أحداث الرواية. الورقة الثالثة ، قدمها الأستاذ سي محمد عياش تناول فيها بعض تمظهرات الجرح النرجسي في الرواية حيث استعرض ذلك الارتباط بين الرواية و التاريخ كما أبرز ارتباط الرواية بالمكان و ذهب إلى أن الرواية خرجت عن المألوف و عبرت عن تمردها لتتجاوز الزمان و المكان في حركة تحررية ترصد المعيش البدوي المهمش و المنسي في فترة الاستعمار، و أدرج المحاضر الرواية ضمن تلك الروايات التي تصالح الذات، و قد لامس سي محمد عياش الجرح النرجسي للرواية من خلال توقفه على مجموعة من الأحداث و الشخصيات من الجنسين داخل رواية الزغاريد. و في معرض كلمته، أعرب السيد عزيز أمعي عن شكره لزملائه في المجلس الإقليمي للتفتيش لمبادرتهم للاحتفاء بهذا المنتوج الأدبي ، كما عبر عن شكره و امتنانه لكل الحاضرين بكل أطيافهم و تلاوينهم . فصول هذا النشاط الثقافي، قادها باقتدار كبير، الأستاذ فتح الله بوعزة الذي أضفى على برنامج الحفل نكهة خاصة جدا بانتقاله السلس من فقرة إلى أخرى و اختياره الموفق لكل التعابير التقديمية التي تليق بحفاوة الحدث . و في النهاية أقدم المبدع عزيز أمعي على توقيع روايته لفائدة جمهوره و قرائه .