سجل تذمر وسخط كبير في صفوف أولياء أمور تلاميذ وافدين من العالم القروي من منطقة أيت سكوكو لمتابعة دراستهم بالثانوي الإعدادي والتأهيلي . لا أحد اليوم يجادل أن نسب الهدر المدرسي مازال مستمرة ومرتفعة ببعض مناطق المغرب المنسي مثل نيابة خنيفرة، والنموذج الحي نورده من منطقة مريرت والجماعات الوافدة على مجالها الحضري،.إذ أنه، رغم تشدق بعض المحسوبين على قطاع التربية والتعليم بالإنجازات التي تم تحقيقها على مستوي تعميم التعليم ومحاربة الهدر المدرسي إلا أن الواقع يكذب ذلك، ولا داعي لتغطية الشمس بالغربال، فالواقع المرير الذي يعيشه أبناء وبنات منطقة أيت سكوكو لا يليق بكرامة طلاب العلم والتحصيل، لأن المشكل العميق لدى أغلب أسر هذه المناطق يتمثل أولا وأخيرا في الحصول على أبسط الحقوق المتعلقة بأبنائها، ألا وهي المنحة التي تعني الحصول على مأوى يقيهم كفلذات أكباد هذه الأسر الفقيرة التي لا يمكنها تحمل مصاريف إضافية ككراء بيوت لأبنائها، خاصة الإناث بمدن وقرى بعيدة عنها، زيادة على خوفها على هؤلاء المتعلمين الذين يرغمون في بعض الأحيان على المكوث لدى بعض الأسر مما يؤثر سلبا تحصيلهم بسبب عدم تفهم حاجياتهم الأساسية. واليوم يناشد آباء وأولياء التلميذات التلاميذ المنحدرين من هذه المناطق المهمشة والمقصية الجهات المسؤولة وكل الغيورين على التربية والتعليم وذوي الأريحية أن يلتفتوا إلى حالتهم المزرية والتحرك الفعلي في اتجاه معالجة هذه المشكلة العويصة قبل أن يتعرض الرأسمال البشري المستقبلي للهدر والضياع في وقت أصبحت العديد من البلدان تستثمر فيه بشكل عقلاني. السؤال مر، فإلى متى ونحن نتابع بحسرة من يتلاعب ويستهتر بقضايا أطفالنا وشبابنا؟ نعم هؤلاء هم وقود النهوض بالمنطقة وبالوطن عامة، فحرمانهم من حقوقهم والمساهمة في هدر تمدرسهم دليل على سعي البعض إلى الإبقاء على عزلة وإقصاء وتهميش منطقة مريرت والعبث بمصالح سكان بواديها وأبنائهم، حيث يعانون خاصة في فصل الشتاء ويصبحون بين مطرقة المسؤولين وسندان قساوة الطبيعة. هذا غيض من فيض، ويتجدد السؤال: إلى متى والأمر مسكوت عنه من طرف المعنيين بالأمر؟