في إطار حفظ ذاكرة المقاومة المغربية واعترافا بقيمة المقاوم العلامة إبراهيم الراجي، وبما أسداه ضمن حركة المقاومة المسلحة ضد الاستعمار الفرنسي بمنطقة مريرت، إقليمخنيفرة، اختارت المندوبية الإقليمية لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير المشاركة في النشاط الثقافي التربوي الذي احتضنته ثانوية إعدادية بتانفنيت، ضواحي مريرت، حملت اسم هذا المقاوم البارز الذي يعد من أبطال المقاومة الأمازيغية بالأطلس المتوسط، وقد عرف النشاط الثقافي حضور عدد كبير من تلميذات وتلاميذ المؤسسة، والأطر التربوية، ووجوه معروفة من المقاومين وجيش التحرير، والفاعلين بالمجتمع المدني، وأفراد من أسرة المقاوم إبراهيم الراجي. اللقاء التاريخي، المتوج بندوة تاريخية في موضوع «المقاومة المسلحة بالأطلس المتوسط: مقاومة إبراهيم الراجي نموذجا»، افتتحه مدير المؤسسة بكلمة حيى فيها أسرة المقاومة، ليستعرض من خلال ورقته أهم المعارك التاريخية التي شهدتها المنطقة منذ توقيع عهد الحماية في مارس 1912 إلى تاريخ حصول البلاد على الاستقلال، ولم يفته توجيه تحيته لمسؤولي المندوبية الإقليمية لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير، لتعاونها مع المؤسسات التعليمية من أجل صيانة الذاكرة التاريخية الوطنية والمحلية والتعريف بملاحمها وعبرها في صفوف الناشئة والأجيال الصاعدة. يذكر أن إبراهيم الراجي، واسمه الكامل ابراهيم الراجي بن بوعزة بن امحزون، ولد سنة 1910 بآيت عزيزة بقبائل آيت سكوكو، ضواحي مريرت بإقليمخنيفرة، حفظ القرآن عن عمر لا يتجاوز 12 سنة، قبل أن يهاجر عام 1922 إلى مدينة مراكش لمتابعة دراسته في علوم الفقه واللغة العربية والشريعة الاسلامية، حيث تتلمذ على يد كبار العلماء والفقهاء، في مقدمتهم العلامة المختار السوسي، ليعود بعدها خلال الأربعينيات نحو بلدته، فشيد جامعا لتدريس أصول الفقه، وإثر انطلاق شرارة المقاومة، أسس ، رفقة عدد من رفاقه الوطنيين بالمنطقة، حركة مسلحة ضد المستعمر الفرنسي بمنطقة مريرت، وترأس خلية للعمليات الفدائية، وقد توفي إبراهيم الراجي عام 1989 ودفن بمقبرة آيت احماد آيت عزيزة السخيرات بمريرت، مخلفا وراءه سبعة أبناء.