تم مؤخرا بمكناس، تدشين فضاء إداري وتربوي وتثقيفي ومتحفي، يروم حفظ ذاكرة المقاومة المغربية وفتح المجال للناشئة والطلبة للنهل منها، وذلك بمناسبة الذكرى 58 لليوم الوطني للمقاومة و56 للوقفة التاريخية لجلالة المغفور له محمد الخامس على قبور شهداء المقاومة. ويشتمل هذا الفضاء، الذي دشنه كل من المندوب السامي لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير مصطفى الكثيري، ووالي جهة مكناس تافيلالت عامل مكناس أحمد الموساوي، على مكاتب خاصة بالبرامج الاقتصادية والاجتماعية والتشغيل الذاتي والمحاسبة والضبط وقاعة لاجتماع الهيئات التمثيلية لأسرة المقاومة. كما يشتمل هذا الفضاء، الذي أقيم على مساحة 662 متر مربع منها 468 متر مربع مبنية، على قاعة لعرض الصور والوثائق التاريخية والمعروضات المتحفية ذات الصبغة العسكرية والاثنوغرافية، وخزانة للكتب والمستندات والإصدارات، وقاعة متعددة الوسائط للإعلاميات والسمعي البصري والتكوين في مجال التشغيل الذاتي. وقد كلف هذا المشروع غلافا ماليا ناهز مليون و994 ألف و400 درهم، منها 794 ألف و400 درهم مبلغ حيازة العقار من قبل المندوبية، و300 ألف درهم لكل طرف من الشركاء المساهمين في المشروع (المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، ومجلس عمالة مكناس، والجماعة الحضرية بمكناس). وقد تم في هذا الحفل إطلاق اسم "المقاوم أحمد بن قليلو" على فضاء المتحف الذي يضم صورا للسلاطين العلويين، وأخرى تخلد لتاريخ المقاومة، وظهائر سلطانية، ووثائق قديمة، وصورا لعدد من المقاومين وبعض الألبسة والمتعلقات الخاصة بهم. ويعد المقاوم قليلو، المزداد بتازة سنة 1932، والذي حضر الحفل، من مؤسسي الخلية الأولى للمقاومة بمدينة الرباط وأحد أفرادها النشيطين حيث اعتقل نتيجة عمله الفدائي وحكم عليه بالإعدام أكثر من مرة. كما تم إطلاق اسم "المقاوم محمد بن علي اليحياوي" على قاعة الاجتماعات، اعترافا بما أسداه هذا المقاوم (1935– 2010) بفاس حيث كان من السباقين للعمل المسلح ونفذ عدة عمليات اعتقل على إثرها وحكم عليه بالإعدام. وتميز الحفل، من جهة أخرى، بتقديم دروع تذكارية لفائدة عشرة أشخاص من أسرة المقاومة بالجهة تكريما لهم وعرفانا بما أسدوه في سبيل استقلال البلاد، فيما تم تقديم مساعدات مالية لعدد من المقامين ولذوي الحقوق. واعتبر الكثيري، في كلمة ألقاها بالمناسبة، أن هذه المنشأة تروم، بالخصوص، صيانة الذاكرة التاريخية الوطنية والمحلية والتعريف بملاحمها وإشاعة دروسها وعبرها والأحداث البطولية التي ميزتها إلى جانب الاستمرار في تكريم صناعها. وأضاف أن هذا الفضاء سيكون بمثابة خزان لفترات مشرقة من تاريخ المغرب ستمكن الناشئة من الاطلاع على ما تحمله من قيم وإخلاص، مشيرا إلى أن هذا الفضاء يعد الرقم 44 ضمن الفضاءات الموزعة على مختلف مناطق المملكة التي تم إنجازها فيما توجد 66 أخرى إما في طور البناء أو في مرحلة الإعداد التقني