تم اليوم الخميس بقلعة السراغنة تدشين الفضاء التربوي والتثقيفي والمتحفي لأسرة المقاومة وأعضاء جيش التحرير المنجز في إطار شراكة بين المندوبية السامية لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير وعمالة الإقليم. وقد أشرف السيدان مصطفى الكثيري المندوب السامي لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير ومحمد نجيب بن الشيخ عامل الإقليم، على تدشين هذه المنجزة المشيدة على مساحة 640 متر مربع بغلاف مالي وصل إلى 800 ألف دهم. ويشتمل المشروع على متحف وقاعة للدراسة ومكاتب ادارية وقاعات للمخطوطات والدراسات التاريخية إلى جانب سكن وظيفي شيد على مساحة 80 متر مربع وكلف إنجازه ميزانية المندوبية السامية 230 ألف درهم. وخلال حفل التدشين قدمت للسيد الكثيري والوفد المرافق له شروح وبيانات حول مرافق هذا الفضاء الجديد الذي تضمن مجموعة من الصور التاريخية لسلاطين الدولة العلوية، وقام بجولة عبر مختلف مرافقه واطلع على جانب من تاريخ المقاومة الحافل بالمواقف البطولية بمنطقة الجنوب وخاصة بمنطقتي الرحامنة والسراغنة وأكد المندوب السامي في تصريح للصحافة، أن الفضاء المتحفي جاء في نطاق إحياء الذاكرة التاريخية الوطنية والمحلية التي تتوخى المندوبية السامية لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير من خلالها استقطاب الشباب والناشئة لمعرفة تاريخ المغرب الزاخر بالأمجاد والمواقف البطولية من أجل تقوية الروح الوطنية وتماسك المجتمع المغربي. وأضاف أن خلق هذه الفضاءات، والبالغ عددها اليوم نحو 38 فضاء منتشرة في مختلف ربوع المملكة والتي تسعى المندوبية إلى بلوغ مائة فضاء منها في مستقبل قريب بتعاون مع العمال والولاة والمجالس المنتخبة ، من شأنه القيام بإشاعة ثقافة إحياء الذاكرة التاريخية الغنية بقيم البطولة والشهامة والهوية المغربية الأصيلة والقوية بتنوعها ووحدة انتمائها ومقوماتها. وفي هذا الصدد أبرز أنها فضاءات ستتعزز بالعديد من التحف والمخطوطات وغيرها من الموروثات الحضارية التي ستكون بمثابة مرجعيات تاريخية في مجال الدراسات والأبحاث التي يمكن أن تفيد الدارسين والمهتمين في إنجاز أبحاثهم الجامعية والأكاديمية المرتبطة بتاريخ المغرب. كما ذكر أن المندوبية بصدد العمل على مشروع جمع الوثائق التاريخية المتواجدة خارج المغرب حيث تم ابرام اتفاقية في هذا المجال مع فرنسا تستهدف جلب بعض الوثائق والمخطوطات التي تهم المغرب والتي سيتم تعزيز الفضاءات المتحفية بها حفاظا على الموروث الثقافي والحضاري المغربي من الضياع وصونا للذاكرة التاريخية. وشدد من جهة أخرى على الدور الذي تقوم به المقاومة على الصعيدين الوطني والدولي حيث كانت أسرة المقاومة سباقة إلى إصدار بيان يعبر عن تجند ها وراء جلالة الملك محمد السادس من أجل إنجاح مسلسل الجيل الجديد من الإصلاحات الدستورية المعلن عنها في خطاب تاسع مارس الماضي إضافة إلى دفاعها المستميت عن الوحدة الترابية للمملكة في مختلف المحافل الدولية للمقاومة.