افتتحت صباح يوم الجمعة 23 ماي 2014 بالقرب من ساحة الجيش الملكي فعاليات الأيام البيئية الثالثة التي تنظمها مجموعة الجماعات الأطلس بشراكة مع جمعية مدرسي علوم الحياة والأرض فرع خنيفرة وجمعية وشمة بمسابقة في الرسم تحت إشراف الجمعية الأخيرة ، حيث تبارى العديد من التلاميذ في رسم لوحات تحمل رسائل للحفاظ على البيئة. وفي عشية ذات اليوم وبقاعة الندوات بعمالة إقليمخنيفرة ألقيت كلمات الجهات المنظمة والداعمة وكانت البداية مع كلمة المجلس الجهوي لجهة مكناس تافيلالت السيد سعيد شباعتو الذي ألقى كلمة مطولة تحدث فيها عن الموارد الطبيعية بشكل عام مشخصا وضعيتها بإقليمخنيفرة ، منبها أيضا للأخطار التي تهددها ، وأكد على قيام الدولة بمجهودات كثيرة للمساهمة في حماية الموارد الطبيعية، لكن رغم ذلك تظل تلك الجهود دون مستوى التطلعات يضيف شباعتو. أما الكلمة الثانية فكانت لرئيس المجلس الإقليمي الذي أكد على دعم المجلس لكل المبادرات البيئية بالإقليم وسهر المجلس على العناية بالمساحات الخضراء بالمدينة، وأشار في كلمته إلى أن المجلس الذي يرأسه وضع مشروعا لإعداد نافورة في المستوى تشرف المدينة، والغريب أن النافورة المعنية تم إصلاحها قبل أسابيع بل ولمرات عديدة قبل آخر الأشغال. رئيس مجموعة الجماعات المنظمة للأيام البيئية السيد محمد أقلمون هو الآخر ثمن الجهود المبذولة لحماية الموارد الطبيعية وأكد على أهمية الأنشطة ذات الاهتمام البيئي في نشر ثقافة الحفاظ على الثروات الطبيعية وضمان تنميتها المستدامة، وربط بين الحفاظ عليها بالحفاظ على اللغة المحلية والثقافة الأمازيغية لأن مضامينها تحث على صيانة النظام البيئي. وفي كلمة رئيس جمعية وشمة السيد محمد البحياوي أكد أن الفن قادر على نقل الكثير من الرسائل لحماية الموارد الطبيعية وأن الثقافة الفنية لها ما يكفي من المؤهلات للوصول إلى وجدان المتلقي لتحفيزه على إدراك أهمية البيئة في حياة الإنسان. وتناولت كلمة رئيس جمعية مدرسي علوم الحياة والأرض فرع خنيفرة السيد محمد سيف مجموعة من النقط الهامة على رأسها دور الجمعية في تشجيع كل المبادرات البيئية محليا ووطنيا انطلاقا من مرجعيتها، و استغل الفرصة للحديث عن إنجازات الجمعية وطنيا ومحليا. باقي فقرات الحفل تضمنت عرض مجموعة من المعطيات حول الدورة الأولى والثانية وأصل فكرة تنظيم هذه الأيام البيئية. وعرض شريط بالصوت والصورة حول الثروات الطبيعية بإقليمخنيفرة كالبحيرات والغابات والوحيش، وبعض المشاكل التي تعاني منها وهو شريط من إنجاز جمعية أكطاديس. وبعد نهاية الحفل التحق الحضور بحفل شاي ثم تلته زيارة لمكان تنظيم عروض الفروسية بمدخل المدينة طريق مكناس ثم زيارة لمعرض الجمعيات بساحة 20 غشت وسط المدينة. وبالنسبة للبرنامج الفني فقد كان الجمهور على موعد مع سهرة فنية حج إليها عدد كبير من سكان المدينة رغم الظروف المناخية غير الملائمة مما أرغم المنظمين على الاقتصار على ثلاثة فقرات غنائية. وهي فرقتين لأحيدوس وفرقة علي أزلماط للكمان رفقة المطربة تاولعنزيت. وكتعليق عن هذه الأيام فإن المتتبعين استغربوا عدم التنزيل الفعلي لتوصيات الأيام البيئية الثالثة التي تمت المصادقة عليها، خاصة إنشاء منذوبية للسياحة بالإقليم والعمل على ترسيم خطط الحفاظ على البيئة بشكل مسؤول، وما الوضع الحالي لمدينة خنيفرة حيث الخطر المحدق لانتشار الناموس والوضع الكارثي لنهر أم الربيع الذي يعرف تلوثا كبيرا إلا دليل على ضرورة العمل الميداني لأنه ثمرة الحس التوعوي الذي يبقى جديرا لأن ينبثق عن الأيام البيئية، أما أن نبقى في إعادة ذات السناريو كل سنة ففي الأمر مضيعة للوقت والمال. وإن كانت فعلا الأهداف المرسومة ذات مضمون حفاظي على البيئة فقد وجب التذكير أن ذئابا بشرية غالبا ما تتسلل في جنح الظلام بنوايا مبيتة، يظهرون من خلال كلامهم أن موقفهم متجذر بخصوص الحفاظ على البيئة وشجر الأرز وكل الموارد لكن على أرض الواقع وفي الممارسة شيء آخر، حيث يحتضنون الإقطاع ويساهمون في النيل من الموارد الطبيعية بشكل رهيب. ليطرح السؤال نفسه بإلحاح، كيف أن لي أساهم في حماية الطبيعة والبيئة وفسادي خطر على نفسي قبل بيئتي؟!! خنيفرة أنلاين