نظم النسيج الجمعوي والتعاوني بأجلموس، اليوم 07 من الشهر الجاري، على الساعة الثالثة بعد الزوال، ندوة علمية بعنوان "الإدمان بوابة الانحراف" شارك فيها مجموعة من الأساتذة لتسليط الضوء على هذه الظاهرة التي باتت تؤرق المجتمع، في حين غاب عن الندوة بعد تقديمه لاعتذار هاتفي السيد قائد الدرك الملكي بأجلموس، وكذا السيد قائد قيادة أجلموس. وحضر الندوة التي نظمت في قاعة العروض بدار الشباب حشد من أولياء الأمور وأعضاء جمعيات الأمهات والآباء في المدارس والمعلمين والمعلمات وأعضاء من جمعيات المجتمع المدني وعدد من المواطنين باختلاف أجناسهم و سنهم. وفي بداية الندوة تليت آيات من الذكر الحكيم على مسامع الحاضرين ، وتقدم منشط الندوة السيد حسن الجريلي بكلمة ترحيبية بكل الحاضرين وفعاليات المجتمع المدني والتعاوني على هذه المبادرة الهادفة، ونوه بالدور الذي تلعبه هذه الأخيرة في تأطير وتحسيس الشباب وساكنة أجلموس عامة بظاهرة الانحراف، التي ستتم مقاربته مقاربة دينية وعلمية واجتماعية فكرية، كما قدم شرحاً موجزاً حول موضوع الندوة، قبل أن يفسح المجال أمام السيد الهلالي محمد الذي قام بدوره بتقديم أحكام دينية على مختلف مظاهر الانحراف مركزا على ضرورة الاهتمام بالصحة كعنصر أساسي، ومعتبراً ان اساس الانحراف هو الانحراف عن الدين الحنيف في العقيدة والسلوك، وفي المداخلة الثانية أعطيت الكلمة للسيد الدكتور اوجطي ع. الكريم الذي أحاط بدوره بمدى خطورة التدخين كظاهرة من مظاهر الانحراف على صحة الانسان مستعينا في ذلك على صور توضيحية وعلمية محضة، كما أكد على ضرورة تعميم مراكز معالجة المدمنين بشكل أوسع بالمغرب. وفي مداخلته الاجتماعية تطرق الأستاذ بوهو عبد الكريم إلى مفهوم الانحراف بيولوجيا وسوسيولوجيا، ليخلص بعد حديثه المطول إلى اقتراح بعض الحلول لمواجهة الظاهرة قيد الندوة ، محملا الأسرة والمؤسسة التعليمية مسؤولية أوفر في ما آلت إليه أوضاع الشباب من انحرافات بكل أنواعها، وأشار إلى أن المشكلة الأساس هي في عدم احساس أولياء الأمور بانحراف ابنائهم بسبب عدم معرفتهم لمفهوم الانحراف الذي يأخذ أشكالاً ونماذج متعددة والاختلاف على تعريفه. من جانبه، ركزالأستاذ زكرياء حما علي على مناقشة شكل الندوة إذ اقترح عنوانا آخر للندوة "البعد عن الأخلاق والقيم طريق الانحراف"، وحمل النسيج المدني التعاوني مسؤولية عدم القيام بدور الإعلام الشيء الذي لم يتح الفرصة أمام فئة الشباب خاصة في الحضور المكثف كما حبذ اختيار فضاء آخر أكثر استيعابا للحاضرين، وفي الأخير سلط الضوء على ظاهرة "التشرميل" كظاهرة محدثة لارتباك أمني يستوجب تدخل كل الفعاليات للتصدي لها. مشدداً على أهمية التفريق بين الانسان المنحرف والآخر المعرض للانحراف، مؤكداً أن تربية الأبناء هي مسؤولية كبيرة حيث تتطلب من الآباء والامهات المراقبة والمساءلة وبذل الجهد لمراقبة وتصويب سلوك ابنائهم. وفي الأخير أبدى العديد من الحضور خلال مداخلات وملاحظات عديدة آراءهم حول الموضوع وخاصة ضرورة التوجه بهذه الندوات الى الفئات المستهدفة في مواقعها السكنية والاجتماعية، اضافة الى ضرورة وكيفية تضافر الجهود بين مكونات المجتمع الأساسية في سبيل الحد من الانحرافات ومقاومة أسبابها وتعزيز الوعي والثقافة من جهة، ومن جهة أخرى يرى آخرون في لقاءنا المباشر معهم بعيد انتهاء الندوة أن الندوة تبقى عقيمة بهذا الشكل حيث تستوجب تجاوز القالب الأكاديمي بالابتعاد عن التذكير بأخطار مظاهر الانحراف التي لا تخفى على الجميع، مؤكدين على ضرورة تقديم حلول ملموسة تشاركية تتماشى وخصوصيات المنطقة الاجتماعية والسيوسيوثقافية كمرحلة استباقية لظاهرة الانحراف.