لا زال السيد " باعلي موحاتو" المقاوم ابن مدينة مريرت يعاني في صمت ، موحاتو الذي يعتبر من أسود المقاومة بمريرت إبان الاستعمار الفرنسي حيث ساهم بشكل كبير رفقة بقية المقاومين في مقاومة الاستعمار وأذنابه في هذا الجزئ المنسي من الوطن . موحاتو يحكي وبكل التفاصيل أحداث وقعت بمدينة مريرت وكيفية التنسيق بين المقاومين محليا وإقليميا ، موحاتو الذي انخرط في المقاومة تلقائيا ومنذ أن كان شابا حاملا روحه على كتفه للجهاد في سبيل الله والوطن . تعرض موحاتو لإعاقة أثناء مواجهات بين المستعمر الفرنسي حيث انفجرت في يده قنبلة يدوية كان بصدد إرجاعها للطرف الآخر وتم اعتقاله وتعذيبه في السجون . لم تمنعه إعاقته من مواصلة الكفاح مع الآخرين ضد المستعمر الفرنسي ، حيث كان يشارك في كل كبيرة وصغيرة إلى أن تم النصر . موحاتو ذاكرة خصبة ومرجع هام لكل الباحثين لمرحلة عاشتها مدينة مريرت وساكنة الأطلس تجاهلها التاريخ والإعلام الرسمي . موحاتو الذي لا يتوفر على مسكن ولا أي دخل، يعيش بما يجود عليه الجيران والمحسنون ...موحاتو الذي قدم شبابه وروحه فداء للوطن هذا الوطن تنكر له أوبالأحرى مسؤولوه هم من تنكر له .موحاتو الذي جاوز عمره التسعين سنة يتوفر على كل الوثائق الضرورية لتسوية ملفه ، جال وجاب طول وعرض هذا البلد من دون أن يجد ملفه طريقا لمسؤول غيور وراسل كل الجهات المعنية ، كل مرة يتم ابتزازه ماديا لتسوية ملفه لكن الرجل الذي رفض الابتزاز إبان الإستعمار يفضل أن يموت بشرف على أن يساوم في ملف يعرفه أكثر من أي شخص أخر . موحاتو المقاوم الذي تلذذ الإستعمار بتعذيبه بعد أن رفض الكشف عن أسماء بقية المقاومين حينما قاموا بعملية نوعية كبدت المستعمر خسائر فادحة مادية ومعنوية ، حيث فضل الموت على أن يخون العهد الذي قطعه مع رفاقه . ولا زالت علامات التعذيب في جسمه خير دليل على ذلك ( احتراما لمشاعره نتحفظ على نشر الصور). موحاتو ينادي لعل نداءه يجد آذانا صاغية وقلوبا رحيمة تتبنى قضيته ...بعد أن جزاه الوطن بالنكران و التهميش ...؟؟؟