يعيش ابن علال بن عبد الله، أحد رموز المقاومة المغربية ضد الاستعمار الفرنسي، في وضعية مزرية أصبح فيها عاجزا عن تسديد مصاريف علاجه الباهظة بعد أن تنكرت له الأيام وأغلق المسؤولون الباب في وجهه. وحسب جريدة "الاتحاد الاشتراكي"، التي زار مراسلها بيت علال الزروالي بن علال بن عبد الله، بمدينة اكادير، فإن إبن أشهر مقاوم مغربي أشهر سلاحه الأبيض لإغتيال محمد إبن عرفة الذي نصبه الاستعمار الفرنسي خلفا للسلطان المنفي محمد الخامس، يعيش على معاش لايتجاوز 600 درهم شهريا. ونقلت الجريدة، أن نجل علال بن عبد الله، الذي تمت تسميته من طرف الراحل محمد الخامس حسب تصريحه، والذي رأى النور في السادس من سبتمبر 1953، هو أب لثلاثة أبناء في سن التمدرس، يعيش في بيت مكترى فوق الأسطح بسومة كرائية تعادل 100 درهم شهريا. وحسب مراسل الجريدة فإن إبن أحد الأبطال المغاربة الذي تحمل الكثير من شوارع المدن المغربية اسمه، يعيش عاجزا عن شراء دواء علاجه المزمن (الربو=الضيقة) ولا يتوفر على تغطية صحية ولا على بطاقة راميد. وطبقا لنفس المصدر فإن علال الزروالي، هو آخر من بقي من ابناء الشهيد علال بن عبد الله، وحتى الدعوة التي كان يتوصل بها لحضور حفل الترحم على قبر والده بالرباط لم يعد يتوصل بها، مما يدل على انقطاع السبل بينه وبين المؤسسات التي صمت آذانها في وجهه. وقد سبق له أن توجه برسائل عدة الى المسؤولين في مختلف الواجهات من الديوان الملكي الى وزارة النقل والى المندوبية السامية للمقاومة واعضاء جيش التحرير، لكنه لم يتوصل بأي رد من كل هذه الجهات، حسب ما كتبته الجريدة، التي نقلت عنه مناشدته إلى أصحاب القلوب الرحيمة للرأفة به ورفع المعاناة الصحية والإنسانية والاجتماعية التي يكابدها هو وأسرته الصغيرة. ويعتبر علال بن عبد الله من شهداء استقلال المغرب عن الاستعمار الفرنسي. وهو فدائي قدم روحه فداء للوطن وللسلطان محمد الخامس، عندما أقدم عام 1953 على محاولة قتل الملك الذي نصبته فرنسا محمد بنعرفة، وكانت تلك العملية الفدائية انطلاقة ما سمي في المغرب ب "ثورة الملك والشعب"، التي اعادت السلطان محمد الخامس إلى المغرب ومعه استعاد المغرب استقلاله من فرنسا. --- تعليق الصورة: صورة أرشيفية للعملية الفدائية لعلال بن عبد الله، وفي الإطار فوف (بالأبيض والأسود) صوته، وتحتها (بالألوان) صورة إبنه