صدر، أخيرا، عن المندوبية السامية لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير، كتاب جديد تحت عنوان "الحركة الوطنية والمقاومة بأبي الجعد 1930- 1955"، يقع في 152 صفحة من الحجم المتوسط ويتضمن 14 مادة علمية معززة بمجوعة من الصور والخرائط والجداول، ساهم فيها مجموعة من الباحثين والمقاومين. الكتاب يضم أشغال الندوة العلمية، التي نظمت بتاريخ 17 يناير2009 بمدينة أبي الجعد، ويتناول بالتحليل، العلمي والتوثيقي، حقبة مهمة من تاريخ المغرب، ابتداء من الظهير البربري وإلى غاية مرحلة الانعتاق والانفلات من براثين الاستعمار. الكتاب صدر تحت الإشراف العلمي للأستاذ أحمد بوكاري الشرقاوي. يعد الكتاب مصدرا مهما للباحثين والطلاب، ومرجعا أساسيا في الخزانة الوطنية، لأنه حسب الدارسين، يكشف عن مناطق معرفية وتاريخية لمدينة أبي الجعد، ويعرف برجالات ونساء، ضحوا بالغالي والنفيس، وقدموا أرواحهم فداء للوطن، علما أن الساحة الثقافية بالمغرب، وبالتحديد في مناطق مثل مدينة أبي الجعد، ووادي زم، وخريبكة.. تفتقر إلى هذا النوع من الكتابات، نظرا للأحداث المهمة، التي عرفتها هذه المناطق إبان الاستعمار الفرنسي، حيث ساهمت في إجلاء المستعمر من المغرب، بعد مسار نضالي طويل، قدم فيه الشهداء كل ما يملكون، فمنهم من استشهد في معارك ميدانية، ومنهم من سجن وعذب حتى الموت. وخلال الندوة، التي نظمت، أخيرا، بمدينة خريبكة للتعريف بهذا الكتاب، أجمع المتدخلون أن الكتاب يمثل عصارة أفكار وباكورة اجتهاد وأبحاث ساهم بها ثلة من الباحثين المختصين والمقاومين في الندوة العلمية، التي نظمت بهذا الصدد، وأنه جاء بتفاصيله لتوثيق ما خفي من الأحداث التاريخية لمنطقة أبي الجعد، ولإضاءة ما شاب زواياها من تعتيم كأرضية لرصيد وثائقي يؤسس لمزيد من التنقيب والتمحيص لفتح آفاق جديدة في ساحة البحث الجامعي الكفيلة بالكشف عن أمجاد وروائع الكفاح الوطني. وخلصوا إلى أن هذه الالتفاتة تشكل حلقة جديدة لتأثيث رصيد الخزانة الوطنية، ولإذكاء روح الوطنية لدى الأجيال الصاعدة، فضلا عن كونها عربون اعتراف وامتنان بجليل أعمال هؤلاء المقاومين، رجالا ونساء أحياء وأمواتا، الذين استرخصوا أرواحهم وأموالهم، وجهودهم وصحتهم في سبيل عزة وكرامة الوطن.