عن دار أبي رقراق للطباعة والنشر بالرباط، وبدعم من منشورات المندوبية السامية لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير، صدرت، أخيرا، الطبعة الأولى من كتاب "أحداث من مسيرة مقاوم تحت المجهر"، لمؤلفه المقاوم محمد البخاري السكوري. يرصد الكتاب، الواقع في 300 صفحة من الحجم الكبير، والمزود ببعض الصور والوثائق التاريخية المهمة، حسب ما ورد في تقديمه "لوحات رائعة لحقبة مفصلية من فترة الكفاح الوطني بالمغرب، التي كان المؤلف في صميم أحداثها وأحد صناعها الأفذاذ، إذ يروي بأسلوب مبسط وسلس وفي قالب روائي جمع بين السيرة الذاتية والحكي مجموع الوقائع، التي وسمت حياته، كما أن هذا الإصدار المتعدد الفصول مزين بخواطر شاعرية وصور نادرة وشاهدات تفتح الشهية وتثير النهم لمطالعة الكتاب عن آخره". وتتوخى المندوبية السامية لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير من نشر هذا الإصدار، إلى إغناء وإخصاب الخزانة العلمية الوطنية في رصيدها الخاص المعرف برموز الحركة الوطنية والمقاومة وجيش التحرير وصناع أحداثهما. وفي هذا السياق، يقول المندوب السامي لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير مصطفى الكثيري، في تقديمه للكتاب "وعيا منها بأهمية صيانة الذاكرة الوطنية، تبادر المندوبية السامية لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير، جريا على السنة الحميدة التي نهجتها، إلى احتضان ضمن إصداراتها مؤلفا يحمل "أحداثا من مسيرة مقاوم تحت المجهر" للمقاوم محمد البخاري السكوري كواحد من صناع وشهود الأحداث الفدائية لحركة المقاومة الوطنية". لهذا ولهذه الغاية، وفي سياق تنمية وتغذية الفكر التاريخي والبحث العلمي في جوانب الكفاح الوطني، يضيف الكثيري، فإن المندوبية السامية لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير، لن تدخر وسعا أو تألوا جهدا في مواصلة تكثيف وتعميق وتأهيل البحث التاريخي بمعايير وضوابط المنهجية العلمية، حتى تؤدي رسالتها العلمية السامقة، وتحقق أهداف صحوة علمية ومعرفية كفيلة بصيانة الذاكرة الوطنية مع إنعاشها وإخصابها بالجديد والمفيد من الكتابة التاريخية واستشعار الطموح للارتقاء بها للأفضل". وحول مصداقية المعلومات الواردة بالكتاب يقول المؤلف في مقدمة كتابه "على المقاوم الذي يقدم سيرته الذاتية أن يتصف بالصدق والنزاهة في الحكي والسرد ما أمكن له ذلك، وأن يبتعد كل البعد عن الحشو والزيادة في الترهات والتدليس وسرقة ما للغير، فيما يصرح به قصد التفاخر والاستكبار، لأن ذلك قد يجعله محط الظنون والارتياب من طرف الكل في ىما يقوله، حتى ولو كان بعض مما صرح به يتسم بالمصداقية، لأن من طبع البعض وليس الكل التظاهر بالأعمال العظام التي لا تنتسب إليهم أصلا، لذلك على المؤلف أن يتغلب على الأطماع النفسية ويقول الحقيقة ولا شيء دون الحقيقة التي تجعله في مكان ثقة لدى الجميع خصوصا لدى القارئ والباحث والمؤرخ للأحداث، التي يرجى منها الصدق والنزاهة، لأنهما شرطان أساسيان من شروط الكتابة التاريخية الخالصة والموضوعية". يرصد هذا الإصدار مسار حياة المقاوم محمد البخاري السكوري، انطلاقا من تلقيه التعليم الأولي بالمسيد، ثم انتقاله إلى المدرسة الإسلامية الحرة بالدارالبيضاء، التي كانت بمثابة ينبوع تفجرت من معينه جذوة المقاومة. كما يقدم معطيات عن عائلة المؤلف ومعاناتها مع ويلات الاستعمار، لينتقل بعد ذلك إلى الحديث عن العمل الوطني، خلال مرحلة تمدرس الراوي/ المؤلف، بعد تكوين "جماعة طلابية" سعت إلى البحث عن وسائل لانعتاق البلاد من الاحتلال، عبر إلقاء خطب حماسية وترديد أناشيد وطنية واللجوء إلى الكتابات على الجدران بالصباغة الزيتية، ثم تأسيسه بمعية رفاقه، خلال مرحلة الكفاح المسلح والمواجهة المباشرة، "منظمة يد التطهير الفدائية" التي نفذت العديد من العمليات، مستهدفة مواقع مختلفة بالدارالبيضاء أو أشخاصا بعينهم من الفرنسيين وبعض ممتلكاتهم أو من يدور في فلكهم. وأخيرا إلى اكتواء المؤلف بنار الاعتقال وتعرضه لأصناف شتى من عذابات سجون الاحتلال ما بين سنة 1952 وسنة 1955، ليفر منها متنكرا في زي نسوي ليواصل جهاده الأكبر عبر الالتحاق بأسلاك الإدارة العمومية خلال فترة الاستقلال، ليتوج مساره الوطني سنة 2005 بوسام المكافأة الوطنية من درجة قائد، الذي وشح به بمناسبة الذكرى الخمسينية لعيد الاستقلال. يتحدد سعر الكتاب في 15 درهما فقط، ويمكن اقتناؤه من المندوبية السامية لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير قسم الدراسات التاريخية مصلحة النشر والتوزيع، أو لدى نياباتها الجهوية والإقليمية ومكاتبها المحلية عبر التراب الوطني.