أصدرت المندوبية السامية لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير، مؤخرا، كتاب موسوم ب "أحداث من مسيرة مقاوم تحت المجهر"، في طبعته الأولى، لمؤلفه المقاوم محمد البخاري السكوري. وأوضح بلاغ في هذا الصدد أن هذا الكتاب (الواقع في 300 صفحة)، " يتيح للقارئ رصد لوحات رائعة لحقبة مفصلية من فترة الكفاح الوطني بالمغرب، والتي كان المؤلف في صميم أحداثها وأحد صناعها الأفذاذ، حيث يروي بأسلوب مبسط وسلس وفي قالب روائي جمع بين السيرة الذاتية والحكي مجموع الوقائع التي وسمت حياته". كما تضمن هذا الكتاب، الصادر عن دار أبي رقراق للطباعة والنشر بالرباط، خواطر شاعرية وصور نادرة شاهدة. ويتطرق إلى مسار حياة المقاوم محمد البخاري السكوري انطلاقا من تلقيه التعليم الأولي ب"المسيد"، ثم انتقاله إلى المدرسة الإسلامية الحرة بالدار البيضاء التي كانت بمثابة ينبوع تفجرت من معينه جذوة المقاومة. كما يقدم معطيات عن عائلة المؤلف ومعاناتها مع ويلات الاستعمار، لينتقل بعد ذلك إلى الحديث عن العمل الوطني خلال مرحلة تمدرس الراوي - المؤلف بعد تكوين "جماعة طلابية" سعت إلى البحث عن وسائل لانعتاق البلاد من الاحتلال. كما تناول الكتاب مرحلة من مراحل حياة المؤلف التي اكتوى فيها بنار الاعتقال وتعرضه لأصناف شتى من عذابات سجون الاحتلال ما بين سنة 1952 وسنة 1955 ليفر منها متنكرا في زي نسوي ليواصل جهاده عبر الالتحاق بأسلاك الإدارة العمومية خلال فترة الاستقلال، ليتوج مساره الوطني سنة 2005 بوسام المكافأة الوطنية من درجة قائد الذي وشح به بمناسبة الذكرى الخمسينية لعيد الاستقلال. وتروم المندوبية السامية لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير من نشر هذا الإصدار، إغناء وإخصاب الخزانة العلمية الوطنية في رصيدها الخاص برموز الحركة الوطنية والمقاومة وجيش التحرير وصناع أحداثهما.