صدر مؤخرا كتابا "الحركات الاستقلالية في المغرب العربي" و"النقد الذاتي" لمؤلفهما العلامة المرحوم علال الفاسي في طبعتين جديدتين، ضمن إصدارات ومنشورات المندوبية السامية لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير. وذكر بلاغ للمندوبية السامية لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير، اليوم الجمعة، أن هذا الإصدار يندرج في إطار برنامج عملها الهادف إلى التعريف بالإنتاجات الفكرية للرعيل الأول للحركة الوطنية، وإتاحة الفرصة أمام كل الباحثين والمهتمين للاطلاع على هذا الإرث الثقافي، الذي يؤرخ لحقبة مفصلية من تاريخ المغرب المعاصر. ويقع كتاب "الحركات الاستقلالية في المغرب العربي" في 467 صفحة، تتضمن ثمانية عناوين كبرى، يتحدث فيها المؤلف عن الأوضاع السائدة بالجزائر وتونس أوائل القرن الماضي والوضع بالمغرب من جميع جوانبه وفي كل مظاهره وتجلياته. كما يفرد مساحة مهمة للحديث عن دور حزب الاستقلال في مجمل المعارك الوطنية والقضايا الاجتماعية والأحداث السياسية والإشكالات الدبلوماسية بكافة تداعياتها وتصنيفاتها التي شهدتها الساحة الوطنية إبان فترة الحماية. وذكرت المندوبية بأن هذا الكتاب "يعد واحدا من البحوث التاريخية الرصينة التي نفذت بتحليلاتها ومنهجيتها إلى عمق الحركات الاستقلالية في كل الأقطار المغاربية الثلاثة: المغرب والجزائر وتونس، وأعملت في مكوناتها الاجتماعية وجذورها الثقافية وأصولها الإثنية وطبيعتها النفسية والهوياتية مبضع العقل ومشرط النقد البناء، ليقدم لنا الكتاب خلاصات تعد مرجعا لقياس تطور الوعي الوطني، في مختلف الميادين السياسية والاقتصادية والاجتماعية بمنطقة الشمال الإفريقي التي عانت من الاحتلال الأجنبي والتوغل الاستعماري". وبخصوص كتاب "النقد الذاتي"، فيقع في 453 صفحة، تشتمل على أربعة أبواب تضم 65 عنوانا. وأضاف المصدر ذاته أن المؤلف "يبسط فيه مقاربة شمولية ورصينة للعديد من القضايا ذات الأهمية القصوى في مسار ارتياد آفاق المستقبل الأمثل لكسب الرهانات الاقتصادية والاجتماعية والسياسية والثقافية، ومركزا على مكانة الفكر والاجتهاد وقيم الحرية والمسؤولية ومستعرضا بمنهجية نقدية وتحليلية النظريات والطروحات السائدة، واضعا رؤية واضحة وسالكا نهجا قويما في انسجام وتلاءم مع خصوصيات المغرب ومميزاته".