كما كان متوقعا، لم تستسغ تلميذات القسم الداخلي بثانوية طارق التأهيلية المبررات التي ساقتها النيابة الإقليمية للتعليم ومعها العمالة حول عدم إعادة النظر في بنية المرفق الذي يعرف تدهورا كبيرا يتمثل في تسربات المياه المطرية إلى مراقدهن بفعل التشققات والتصدعات التي يعرفها السقف وجدران المؤسسة ناهيك عن انعدام قنوات الصرف الصحي، والانقطاعات المتكررة للماء الشروب، وحرمان النزيلات من قاعة الاعلاميات ، وتأخر المسؤولين في إصلاح النوافذ والرفوف، ثم مخاطر تسربات الماء إلى الخطوط الكهربائية، إضافة إلى عدة اختلالات كبيرة يعرفها المرفق، لذلك كانت المسيرة الاحتجاجية نحو عمالة خنيفرة ونيابتها يوم الإثنين 25 نونبر 2013 تصعيدا وردا على التسويف والتماطل. وعلمت خنيفرة أون لاين أن نيابة التعليم قد استدعت أولياء وآباء الفتيات الداخليات ونبهتهم إلى ضرورة تحذير بناتهم من الاحتجاج والانقطاع عن الدراسة، وهو ما اعتبره نشطاء حقوقيون محليون صيدا في الماء العكر، ومردهم في ذلك إلى اعتبار التهديد تأزيما للوضع بدل إيجاد حل، حل تقول المتضررات أنه لن يستقيم دون إعادة النظر إجمالا في مرافق القسم الداخلي، وحل لا تريد أي مؤسسة سواء العمالة أو النيابة أو مندوبية التجهيز تحمله بذريعة غير معقولة، وهي، أن مؤسسة محمد الخامس للتضامن هي المسؤولة عن بنيان المؤسسة الداخلية، وكأن لا علاقة للتربية والتكوين ولا سلطات خنيفرة ولا مصالح التجهيز بهذا المرفق الموجود في نفوذ الثانوية التأهيلية طارق، بل في نفوذ إقليمخنيفرة. الجدل يزداد والمشكل يتفاقم ومصلحة التعمير بنيابة إقليمخنيفرة نائمة على عروشها بل وينخرها الفساد في ظل الصفقات الكثيرة التي تخص بنيات لم تمم آجال الضمانة الكافية للحكم على متانتها حتى تدهورت أوضاعها وأصبحت بركا مائية، وهو وضع يستدعي فحصا دقيقا. وقد أشارت الكلمة التي ألقتها ممثلة التلميذات الداخليات أمام عمالة خنيفرة إلى الوضع الخطير الذي تعيشه المؤسسة وفي نفس السياق ذهبت كلمة الجمعية المغربية لحقوق الإنسان في إطار مساندتها اللامشروطة للمطالب المشروعة للفتيات المتمدرسات بالثانوية المذكورة. وفي السياق ذاته أعرب مواطنون عن استغرابهم من طريقة تعامل السلطات مع هذا الملف الذي كانت انفجاره منذ أبريل من السنة الماضية عندما وقع انفجار ناتج عن تماس كهربائي بمرفق الداخلية نجم عن التسربات المائية، حيث لم تستغل النيابة الإقليمية مدة العطلة الصيفية لإصلاح المؤسسة فأصبحت الآن تستنجد بحلول حجرية لن تفي بسير العملية التعليمية التعلمية على الوجه الأصح، حلول يبدو أنها محاولة التفاف خاصة بعد التهديدات التي حاول النائب الإقليمي أن يسوقها في معرض حواره مع ألياء التلميذات المتضررات. ومع تفاقم الوضع فآخر الأخبار تشير إلى أن وزارة بلمختار قد اتصلت بملحقتها في خنيفرة وطلبت توضيحات بخصوص ملف الداخلية المتشعب.