يعيش سكان دوار أيت خويا التابع للجماعة القروية حد بوحسوسن إقليمخنيفرة الذي لازال يضمد جراح الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان التي تعرض لها في سنوات الرصاص ,وضعا مأساويا إذ يعتبر السكان أنفسهم مغيبين من على الخريطة ولا علم للمسؤولين بوجودهم بالنظر إلى حجم الضرر الذي لحقهم جراء انعدام وسائل العيش. " خصنا كلشي ,الطريق......الكهرباء........السبيطار.......الريزو ." هكذا صرح بنبرة غاضبة لجريدة خنيفرة أون لاين رجل مسن من سكان القبيلة في عقده السابع، قسمات وجهه ونظرات عينيه الغائرتين تخفي وراءها سنينا من الاعتقال والسجون والتعذيب وسنوات أخرى خارج القضبان من الإقصاء والحكرة . في سياق متصل أكد إبراهيم أقمري رئيس جمعية أزمور أيت خويا للبيئة والتنمية الاجتماعية في حديثه للجريدة "أن القبيلة منذ أحداث 1973م تعيش ويلات التهميش والإقصاء في غياب طريق تربطنا بالجماعة الأم رغم أننا راسلنا الجهات المختصة مرات عديدة لكن دون جدوى كما أن آليات العمالة المخصصة لفتح المسالك لم يسبق لنا أن استفدنا منها"، وأضاف نفس المتحدث أن سكان أيت خويا لا تربطهم بالجماعة القروية حد بوحسوسن إلا الوثائق الإدارية، حيث استطرد قائلا "لم نستفيد من أي مشروع منذ تأسيس الجماعة القروية حد بوحسوسن كما أن مشاريع التنمية البشرية لا نراها إلا على شاشة القنوات العمومية ونحمل رئيس المجلس القروي كامل المسؤولية في حرماننا من حصة التنمية". وزاد إبراهيم أقمري الكاتب المحلي للمنتدى المغربي من أجل الحقيقة والإنصاف فرع خنيفرة أن القبيلة المنسية لا تتوفر على مستوصف يعالج فيه أبناؤها ومرضاها، فالنساء الحوامل يتم نقلهن على ظهور الدواب بدل سيارة الإسعاف لصعوبة المسالك إلى أقرب مستوصف بالجماعة الذي يفتقد بدوره لدار للولادة، ليبقى الحل الوحيد هو الذهاب إلى المستشفى الإقليميبخنيفرة الذي يبعد بحوالي ستين كيلومترا . واستغرب نفس المصدر حرمانهم من الكهرباء وعدم استفادتهم من برنامج كهربة العالم القروي على غرار الدواوير الأخرى مطالبا بإنقاذ دوارهم من الظلام والكف عن سياسة الكيل بمكيالين . من جهة أخرى وصف طالب جامعي ينحدر من المنطقة الوضع التعليمي بالكارثي، وأردف أن غياب الأساتذة الناتج عن صعوبة المسالك المؤدية للدوار خاصة في فصل الشتاء يؤثر على مردود التلاميذ مما يؤدي إلى الهدر المدرسي، وأضاف نفس المصدر أن سكان أيت خويا مصدر عيشهم هو الفلاحة وتربية الماشية لكن المصالح الخارجية للمياه والغابات تعامل السكان بطريقة غريبة، حيث تتفرج على مافيا تخريب الغابة ولا تقدم أي دعم أو تأطير للبسطاء، وتابع قائلا: "ندعو الجهات المختصة إلى فتح تحقيق في ملابسات السماح لبعض النافدين في استغلال الملك الغابوي" . إلى هذا تظل قبيلة أيت خويا تعيش على إيقاع يوميات الفقر والحكرة، حيث أقصيت من برنامج جبر الضرر الجماعي، والشيء الوحيد الذي استفادت منه هو ذكر اسمها في التقرير الختامي لهيئة الإنصاف والمصالحة بشكل محتشم لتظل خارج التاريخ إلى أجل غير مسمى.