لم يتوقف سكان آيت حدو احمو وآيت خويا ضواحي لكعيدة، إقليمخنيفرة، عن طرق أبواب المسؤولين على كافة الأصعدة ، من أجل التدخل لفتح ما يلزم من التحقيقات والتحريات الميدانية في شأن وضعية الطريق الممتدة من النقطة القريبة من مدرسة تاشنغوت إلى نحو منطقة أكدال، وحالة أشغالها التي لا تصلح للاستعمال، لا بالنسبة للمواصلات ولا للراجلين، ما يسبب للسكان معاناة كبيرة وصعوبة في تجاوز لعنة العزلة والتهميش، وقال السكان في عريضة احتجاجية، حصلت «الاتحاد الاشتراكي» على نسخة منها، إنه رغم النداءات والشكايات المتكررة ظلت الوضعية على حالها دون قيام أية جهة بدورها المنوط بها، ومن هذه الجهات مثلا رئاسة المجلس القروي التي اختارت الصمت حيال أشغال يظهر بجلاء أنها قفزت على الشروط المنصوص عليها في دفتر التحملات، ما أنتج طريقا لن تصلح إلا ل«عبور الأبقار» على حد تعليق أحد السكان الغاضبين، علما بأن السكان مقصيون من المسالك اللازمة بصورة غير مقبولة، ولعلهم خارج الاهتمامات العامة بالشكل الذي هم فيه خارج «الريزو» الهاتفي. سكان المنطقة عادوا لإثارة انتباه الجهات المسؤولة لمدى تمسكهم بمطلبهم من أجل التدخل العاجل لرفع الضرر عنهم، والإسراع بمعاينة وضعية الطريق المعلومة، ومظاهر «الغش» التي طالتها في البناء والقنوات والمواد (التوفنة)، ويتهمون أحد المقاولين بعدم احترامه للإجراءات والشروط السليمة في إنجازها وتهيئتها، وقال السكان إن رئيس الجماعة والمقاول المعلوم فات أن قدما وعودا علنية بأن الأشغال ستكون متينة ونزيهة، إلا أن الجميع فوجئ بضرب هذه الوعود عرض الحائط، حتى أن المقاول عمد إلى جمع عدة شعاب ودمجها في مجرى واحد ما يجعل المياه المطرية تتجمع وتتحول إلى سيول طوفانية تتدفق بقوة في اتجاه المزارع والفدادين وتحدث خسائر لا تحصى. ولم يفت سكان جماعة لكعيدة بإقليمخنيفرة استعراض معاناتهم مع التهميش والإقصاء الاجتماعي، وإلا كيف يمكن تصور حالتهم وهم محرومون من حقهم في الكهرباء، وأبرز تعليق يمكن وضعه على هذه الحالة هو «وضعية مقر الجماعة القروية الذي هو نفسه من دون كهرباء»، ذلك رغم ترسانة النداءات والاحتجاجات المنادية بانتشال المنطقة من الظلام تماشيا مع مخطط كهربة العالم القروي الذي تنادي به الدولة. ولا يمكن لسكان لكعيدة استعراض معاناتهم دون التطرق للجانب الذي يهم الصحة، هذه التي ظلت قريبة من الانعدام إلى حين لجوء المسؤولين إلى اختيار بناء صغير مجاور لمدرسة آيت خويا تيجان، وتمت تسميته بمركز صحي، هذا الأخير يفتقر لأدنى التجهيزات والأدوية والموارد البشرية، بالأحرى الحديث عن الحالات المستعجلة، هذه التي إما تتحمل مشاق التنقل للعلاج أو تسلم أمرها لله مع ما يعرف عن المنطقة من عزلة وتضاريس وعرة، وفي غالب الأحيان ينتقل المريض إلى المركز الصحي للكعيدة المركز، وهنا أيضا يفاجأ بالغياب المتكرر للممرض الذي لا يظهر أثره إلا لماما، وليس من مبالغة إذا كرر السكان بأسى عميق قصة مواطنات ومواطنين فارقوا الحياة جراء تعرضهم للدغات أفاعي، وليس آخرهم حالة تم تسجيلها قبل شهر رمضان بأيام معدودة، والسبب يكمن طبعا في الوضعية المتردية التي يعاني منها القطاع الصحي.