يعد فن أحيدوس من أهم الرقصات الغنائية الجماعية في شمال إفريقيا، نظرا لمجموعة من المميزات التي اتسم بها هذا الفن العريق، فجاء في الموسوعة الحرة "ويكيبيديا" أن فن أحيدوس من أحد الفنون الاستعراضية الجماعية الغنائية، التي ظهرت ببلاد تمازغا منذ عصور خلت، إذ ارتبط ظهوره بجبال الأطلس بصفة عامة، وبالأطلس المتوسط بصفة خاصة، حيث الطبيعة الخلابة والجبال الشامخة، الغنية بالغابات والأشجار والمياه العذبة، ويعتبر "ألون" / " البندير"، الأداة الموسيقية الوحيدة المستعملة في الإيقاع، ترافقه أصوات نسائية ورجالية في شكل دائري متماسك قوامه الأكتاف تارة والأيدي تارة أخرى وهي دليل أنثربولوجي مهم ينم عن الدور الذي كان للمرأة في المجتمع الأمازيغي، عندما كانت في منزلة الرجل، ويصمم لرقصاته وأداءاته رئيس الفرقة أو المقدم في لوحات متناسقة موسيقيا وحركيا، ويعتبر المايسترو "موحى أشيبان"أنموذجا عن ذلك ، حتى دخل العالمية من خلال هذا الفن الراقي. تستقى أشعار أحيدوس وكلماته من الحياة اليومية التي يحياها، ويعيشها الإنسان الأطلسي، وتتعدى هذا المجال الجغرافي في بعض الأحيان لتشمل بعض الأحداث الوطنية والجهوية والدولية. وبما أن العلاقات الاجتماعية محكومة بالتوتر والمنافسة، ويقول "الحسين دمامي" في مقال بعنوان: "الاجتماعي والرمزي في فن أحيدوس": إن هذا الأخير كان مجالا للمقارعة الاجتماعية والرمزية بطرق شرعية بليغة حيث تصبح الكلمة أداة لفرض الهيبة أو تحصيل الجاه إلى حين. فما يتم كسبه في هذا الاحتفال قد يفقد في احتفال آخر، وغالبا ما ينتهي الاحتفال بأشعار طلب الغفران والتسامح. كأن الرقصة - مثل الحكاية- تبدأ بطقس تفاؤلي وتنتهي به من خلال عبارات افتتاحية وختامية. وليس غريبا يضيف الحسين دمامي أن يكون زمن الحكي وزمن أحيدوس هو الليلة، فإذا كانت الحكاية تفتح خيال الأطفال على عالم افتراضي، فإن أحيدوس مناسبة للتطهير أو تفريغ العدوانية بطرق مقبولة اجتماعية أو بنوع من التسامي حيث يتم اللجوء إلى الخطاب غير المباشر أو اللغة الشعرية، لكي يظل هامش التأويل كبيرا، فيما النقاش في النهار في شؤون الجماعة يتم بلغة مباشرة و صريحة. مهما كان الأمر يبقى فن أحيدوس نمطا غنائيا راقيا، و طقسا مقدسا يدل على ثقافة عريقة، استمدت أغلب مميزاتها وتيماتها من المجال الجغرافي المحيط بها، ومن هموم الإنسان الأمازيغي. بقلم:محمد أبرهموش.