قادت التنسيقية الميدانية المحلية للكفاءات المعطلة بخنيفرة عشية السبت 06 يوليوز 2013 مسيرة احتجاجية ناجحة من أمام مقر حزب العدالة والتنمية وحتى نيابة التعليم، وقد لوحظ بشكل واضح تناقص عدد العناصر الأمنية والقوات العمومية الأخرى التي كانت إلى وقت قريب تنزل بأعداد كبيرة جدا من أجل تطويق المحطات النضالية التي ينفذها المجازون المعطلون، خاصة أن الآونة الأخيرة شهدت تعنيفا متزايدا للكفاءات المعطلة ولكل الوقفات السلمية والاعتصامات السلمية، آخرها بطبيعة الحال ما كان ليلة الاثنين الثلاثاء 2 يوليوز 2013 عندما تم تعنيف عمال النظافة المطرودين وناشطين نقابيين وآخرين حقوقيين. متابعون ومراقبون فسروا التراجع الأمني من زاويتين، زاوية أولى تتعلق بسياسة صم الآذان التي تنتهجها العمالة بخصوص القضايا الاجتماعية المطروحة على مكتب العامل والتي بقيت بلا حلول ومنها قضية المعطلين وقضية العمال وقضايا أخرى متعلقة بالتدبير اليومي لمصالح المواطنين، وهي القضايا التي يتزايد بخصوصها الاحتقان خاصة بعد الاستئناس السلطوي بالحل البوليسي والقمعي الذي لا يزيد الأمور إلا تعقيدا، وبالتالي فإن تصدر مدينة خنيفرة للعناوين في شريط الأخبار الوطنية ربما دفع ملحقة الداخلية إلى إعادة النظر في ممارساتها، ولو برفع الحصار والتعنيف عن المطالبات الشعبية السلمية، ومن زاوية أخرى أرجع المتابعون والمراقبون المسألة إلى تشنج العلاقة بين أجهزة الداخلية بالعمالة ومصالح الأمن بالإقليم، خاصة بعد التعنيف المتكرر والاستهداف المفضوح لمناضلين معينين في ما يشبه تصفية حسابات، وقد لوحظ أيضا هذا التشنج بين عناصر الأمن ذاتها والتي يسعى بعض المحسوبين على الجناح القمعي داخلها إلى الغلو في تطبيق التعليمات والدفع بعناصر أمنية مرؤوسة إلى التجذيف عنفا، مما يحذو بها في بعض الأحيان إلى الامتناع عن تنفيذ تلك التعليمات المتنافية مع السلمية التامة للمطالبات الشعبية. وقد عرفت المسيرة رفع شعارات قوية منددة بالوعود الكاذبة والتملص الحكومي من المعالجة الصحيحة لملف العطالة والبطالة التي كان ولا يزال المجازون حاملو الشهادات العليا ضحايا لها، وأخرى فاضحة لمسلسل التعنيف المستمر ولسيادة منطق الانتقائية في التوظيف خاصة مع الفئات الصحراوية التي تقايض مواقفها من الوحدة الترابية بابتزاز الحق العمومي الذي يجب أن يكون الجميع أهلا به، وعرفت المسيرة أيضا تضامنا جماهيريا من قبل متعاطفين ومناضلين بالمدينة. كلمة التنسيقية المحلية لم تحد عن المطلب المشروع للكفاءات وهو رفع حيف البطالة والعطالة، كما أدانت التعنيف المستمر لكل المطالبات الشعبية السلمية والمشروعة، وأثنت على الصمود القوي والحضور الذهني لكل أحرار المدينة بخصوص فضح الفساد والاستبداد رغم المضايقات المسترسلة.