لا يكاد يمر يوم من دون أن تطالعنا وكالات الأنباء بأخبار ونشاطات رئيس الوزراء الإيطالي سيلفيو برلسكوني (74 سنة) النسائية، فبالأمس ظهر في وسائل الإعلام الإيطالية شريط فيديو لفتاتين في ملابس قصيرة تدخلان واحدا من قصوره. فقد نشرت مجلات «أوجي» الإيطالية المتخصصة في الشائعات شريط فيديو التقط في شهر يوليو (تموز) الماضي، ظهرت فيه امرأة - يجري التحقيق معها بتهمة تسهيل الدعارة - تساعد الفتاتين على دخول سيارة ذات نوافذ مظللة أمام مكتبه في مدينة ميلانو قبل أن تقود السيارة إلى فيلا برلسكوني من دون التوقف أمام نقاط التفتيش. قبلها بأيام كشفت وسائل الإعلام الإيطالية فضيحة أخرى متعلقة براقصة شرقية تدعى كريمة المهروج لا يزيد عمرها على 17 سنة استقبلها في واحد من قصوره وتدخل للإفراج عنها بعد القبض عليها بتهمة السرقة. وقد أكد برلسكوني، الذي يشارك في قمة العشرين في كوريا الجنوبية أنه لا ينوي الاستقالة من منصبه. وقال لنظيره الفيتنامي بعد وصوله إلى سيول «لدي مشكلات بسيطة في بلادي في الوقت الراهن». إلا أن المحللين يقولون إن العد التنازلي لعهده قد بدأ. المعارضة الإيطالية تشير إلى أن برلسكوني يعرض نفسه للابتزاز لتعامله مع فتيات ليل. ولا سيما أن بعضهن يدلي بأحاديث لوسائل الإعلام. فقد ذكرت كريمة في لقاء مع صحيفة إيطالية أنها كانت ضمن 10 فتيات صغيرات مدعوات في حفل أقامه برلسكوني في فيلته بمدينة ميلانو في شهر فبراير (شباط) الماضي، وأنه منحها 7 آلاف يورو وقلادة. الأمور السيئة ليست وقفا على حياته الخاصة، ولكنها امتدت إلى الجانب السياسي أيضا، فقد صوت البرلمان أمس 3 مرات ضد تعديلات على معاهدة للهجرة مع ليبيا، بعدما صوت أنصار حليفه السابق جيانفرانكو فيني مع المعارضة. وكانت النيابة العامة في العاصمة الإيطالية روما قد أمرت قبل عدة شهور بمصادرة «مئات الصور» التي التقطت في فيلا يملكها برلسكوني بعدما تقدم بشكوى انتهاك حياته الخاصة ضد المصور السرديني المدعو أنتونيللو زابدو، وأكدت صحيفة «إيل كورييري ديلا سيرا» الأكثر انتشارا في إيطاليا أن هذه الصور - كما نشرت «الشرق الأوسط» آنذاك - تبين «مناسبات اجتماعية أقيمت في فيلا بورتو روتوندو الرائعة»، وتظهر «فتيات يرتدين البيكيني أو عاريات الصدر وأخريات يأخذن حماما في الهواء الطلق». وتجدر الإشارة إلى أن برلسكوني، وهو من مواليد ميلانو في عام 1936، هو صاحب ثاني أطول فترة خدمة لرئيس وزراء إيطالي، حيث شغل المنصب 3 مرات في الفترة ما بين عام 1994 إلى 1995، ومن عام 2001 إلى 2006 ومن 2008 حتى الآن. كما أنه صاحب أطول فترة خدمة بين قادة مجموعة الثماني. ويشير المحللون إلى أن صعود برلسكوني السياسي كان سريعا ومثيرا للجدل. فقد أصبح رئيسا للوزراء بعد 3 أشهر فقط من تشكيل حزبه «فورزا إيطاليا».وقد نشأ برلسكوني في أسرة ما دون المتوسطة في مدينة ميلانو. وكان والده لويجي موظفا في مصرف بينما كانت والدته سيدة بيت. وله أخت وأخ، ماريا وباولو.وقد درس القانون في جامعة ستاتالي في ميلانو. وخلال سنوات الدراسة الجامعية كان عازفا في فرقة موسيقية. ومن المعلومات اللطيفة التي لا يعرفها الكثيرون خارج إيطاليا هو أنه شارك في تلحين نشيد نادي «إيه سي ميلان» لكرة القدم، بالإضافة إلى نشيد حزبه. وفي عام 1965 تزوج من كارلا الفيرا دالا اوليو وأنجب منها طفلين، ماريا الفيرا وبيير سيلفي. وفي عام 1980 أقام علاقة مع الممثلة الإيطالية فرونيكا لاريو وأنجب منها 3 أطفال؛ باربرا والينورا ولويجي. وقد طلق زوجته الأولى عام 1985 وتزوج لاريو عام 1990. وفي تلك الفترة كان برلسكوني رجل أعمال معروفا، وكان زواجه حدثا مشهورا. وكان وصيفه في حفل الزواج رئيس وزراء إيطاليا السابق وزعيم الحزب الاشتراكي الإيطالي بتينو كراكسي. إلا أن الزواج لم يدم طويلا ففي شهر مايو (أيار) من العام الماضي طلبت لاريو الطلاق بعد تزايد فضائحه الجنسية. والجدير بالذكر أن مجلة «فوربس» الأميركية تضعه في المرتبة ال74 في قائمة أغنى أغنياء العالم، وقدرت ثروته بنحو 9 مليارات دولار أميركي.