روبي تلك الجوهرة النادرة تتميز بصمودها في وجه كل المضايقات خصوصا وأن اسمها ارتبط مؤخرا بدوائر السلطة العليا في ايطاليا.. اسمها كريمة المحروق الملقبة بروبي «محطمة القلوب». تناقلت الصحافة الدولية كثيرا قصة هذه الشابة التي عرفت كيف تنتقي اسمها «الفني». هذه الفاتنة المغربية التي تبلغ 18 سنة كانت فيما مضى راقصة مثيرة إلا أنها عرفت كيف تتموقع في صالونات نادي ألبيكوكا المتواجد بجنوة لصاحبه لوكا ريتسو، هذا العشيق الجديد البالغ من العمر 42 عاما، لم يقاوم جمال شفتيها المكتنزتين اللتين لطختا سمعة كبار السياسيين. سيلفيو برلسكوني الذي استدعي للمثول أمام القضاء الإيطالي في السادس من أبريل للبت في حفلات البونغا بونغا مع الجميلة روبي، التي كان عمرها آذاك لا يتعدى ال17 سنة يعرض نفسه لخطر السجن لمدة 15 سنة بتهمة استغلال السلطة والنفوذ وبتهمة الدعارة مع فتاة قاصر. يبدو أن الورطة التي وجد نفسه فيها لم تترك له حلا سوى إقحام لاعب الكرة كريستيانو رونالدو والممثل العالمي جورج كلوني كشاهدين في القضية. أما روبي التي تتمتع بشخصية قوية وجرأة لا مثيل لها فقد ضمنت الدفاع عن نفسها بلعبها على الوتر الحساس بمساعدة أحد الصحافيين في جريدة «دي بيلد أم سونطاغ». هل هذا مجرد عرض كوميدي أم أنها اعترافات «قلب معذب»؟ من الصعب تصديق رواية هذه الشابة التي سبق أن تم إيقافها من طرف الشرطة بميلانو بتهمة السرقة في فصل الربيع الفارط لتتم تبرئتها بعد ذلك بفضل تدخل برلسكوني، الذي قدمها على أنها ابنة أخت الرئيس المصري السابق حسني مبارك... وتقول روبي بمناسبة زواجها من لوكا ريتسو وهي تضع في بنصرها الأيسر خاتم الزواج مظهرة لنا الوجه الآخر لحياتها: «كفتاة تبلغ من العمر 18 سنة، أنا أرى نفسي عادية، وجدت نفسي في وضعية صعبة استغلها الكثير من الناس، أجهل تماما ما ستؤول إليه الأمور». على أي حال، فبرلسكوني والجوهرة الثمينة لا يكفان عن إنكار ما لفق لهما، إذ ينفيان تماما أي علاقة حميمية بينهما وأن كل ما في الأمر أنهما التقيا العام الماضي في حفلة منظمة بمناسبة عيد الحب «سان ڤالونتان» ويبدو أن سهم الكيوبيد أصاب بنجاح قلب سيلفيو. أما روبي فلا تكف عن القول: «لقد وجدت نفسي بقدرة قادر داخل ڤيلا برلسكوني، أنا الفتاة التي كانت تمضي الليل نائمة فوق مقعد عمومي تغطيني السماء». حسب ما تقوله السمراء المثيرة فهي لم تنم دائما في أسرة مخملية، هكذا أفصحت عن الجانب الأسود من حياتها بعد أن اغتصبها عماها في سن التاسعة، طردها أبوها من بيت الأسرة بعد ثلاث سنوات -وهذا ما ينفيه الأب تماما- لتقوم بعدها روبي بخوض حياة التشرد والضياع... إلى أن صادفت في طريقها نيكول مينيتي. يبدو أن روبي تناست بأن نيكول هي صنارة صيد برلسكوني! المقابل؟ يبلغ مجموع ما تلقته روبي من الرجل الجشع الذي يبلغ السبعين من عمره 187000 يورو وذلك قبل بضعة شهور حسب قولها؟!!! يبدو أننا أسأنا الفهم: «لقد تلقيت 7000 يورو في أول أمسية هذا كل ما في الأمر. كان سيلفيو يعرف جيدا وضعيتي الصعبة أراد مد يد المساعدة». وضعية حقا صعبة والصعوبة تكمن أيضا في تفسير تواجدها لمدة 15 يوما بسان مارتينو في أركور. روبي لا تجد حرجا في الاعتراف بذلك على صفحات «بيلد أم سونتاغ» «لم أفعل شيئا أخجل منه!» هكذا إذن! وفي جوابها عن أولئك النساء الطائشات اللاتي صادفتهن في طريقها تقول: «لم أتعرف على أناس كثر» في تلميح لسطحية العلاقة التي جمعتها ببرلسكوني. نساء كثر، شرطيات، ممرضات، متدينات. كلهن يقتسمن نقطة مشتركة وهي حبهن للمال السهل. الحال أن برلسكوني بالفعل لم يكن على علم بأن روبي قاصر. «لقد قدمت نفسي على أنني في الثالثة العشرين من عمري» تواصل قائلة: «لطالما عاملني برلسكوني باحترام» غير أنه كان يعرف بأنني حامل وعلى هذا الأساس قبلت بماله لكي أخضع لعملية إجهاض». أمام هذا الضغط الإعلامي، لم يبق ل«محطمة القلوب» سوى أن تتبرأ من كل ما يلفق لها: «كل الجرائد تنعتني بالعاهرة، إني في مواجهة أناس عديمي الضمير لا يتوانون عن تمريغ اسمي في الوحل». مسكينة هذه الفتاة التي يبدو كأنها تتخبط في أكاذيبها في الآونة الأخيرة، فالمتملقات اللاتي كن يحطن ببرلسكوني كان بإمكانهن الحصول على شقق مقابل خدماتهن الجنسية على حد قولها! وتبرر روبي هذا التناقض في تصريحاتها قائلة: «لقد كنت مشوشة الأفكار تحت الضغط، بالغت قليلا، غيرت تصريحاتي، كما أفعل دائما، فهذا ضروري لكي أتمكن من العيش. أضف إلى أن العديد من الناس نسبوا إلي الكثير من الكلام الذي لم أقله». جورج كلوني شاهد في فضيحة برلسكوني يعتبر جورج كلوني أن ما يجري في غاية الغرابة... هذا النجم الأمريكي يرى في اقحام اسمه في فضيحة روبي أمرا غير مقبول. وعبر كلوني الناشط في قضية سكان دارفور من خلال بيان صادر عن مكتبه عن تخوفه من إقحامه في هذه القضية. يقول: «لم أقابل رئيس الوزراء الايطالي سوى مرة واحدة وذلك بمناسبة جمع أموال لصالح ضحايا دارفور». لا أحد يشك في ذلك، لكن هناك الواقع أيضا فجورج كلوني يدخل في قائمة تضم 70 شخصا تم استدعاؤهم للشهادة في قضية روبي. هذه المغربية القاصر التي كانت لها علاقة مشبوهة ببرلسكوني سبق لها أن استفادت من تدخلاته غير القانونية، إذ اتهم برلسكوني أيضا بممارسة الضغوط على الشرطة في مدينة ميلانو لإخلاء سبيل الفتاة المتهمة بالسرقة. في هذا الإطار، تم استدعاء كلوني من طرف محامي برلسكوني والنائبين نيكولو ريديني وبييرو لونغو للمثول أمام القضاء للإدلاء بشهادته. لكن ماذا يعرف كلوني ليشهد به؟ يشرح ريديني: «يتوجب عليه أن يقول ما إذا سبق له أن حضر في حفلة في أركور بحضور برلسكوني وكريمة المحروق الملقبة ب«روبي». لقد سبق لجورج كلوني أن نفى ذلك غير أن المحكمة يمكن أن تستدعيه للاستئناس بشهادته. روبي ريبا كيوري أو «روبي سارقة القلوب» تعيش حاليا شهرة منقطعة النظير فقصتها تتناقلها كل الألسن. عكس ما يزعمه كلوني، روبي تؤكد بأنها التقت كلوني وشخصيات أخرى في بعض الحفلات التي كان ينظمها برلسكوني. الغريب أن كلوني لم يتعاطف يوما مع برلسكوني لا مع مواقفه السياسية بالرغم من اعترافه بالاستمتاع بإحدى ڤيلات برلسكوني التي تطل على بحيرة كوم. لم تكن لكلوني، حسب قوله، أي علاقات لا مع الفتيات أو السياسيين أو الصحافيين هناك... إلى أن التقى مؤخرا بالممثلة الايطالية إليزابيتا كاناليس خطيبته الحالية التي تدخل أيضا في قائمة الشهود الذين تم استدعاؤهم. هذه الفتاة كانت تلقب ب«ڤيلنا» سابقا، إذ هكذا كانوا يلقبون النساء اللواتي كن يستخدمن للإثارة على القنوات التلفزية. مع أنها لا تنكر ذلك إلا أنها تنفي مشاركتها في أي سهرة من سهرات برلسكوني الماجنة لا وحدها لا بمعية خطيبها كلوني: «أنا أنفي تماما أن أكون أنا وكلوني تناولنا فطورا أو غذاء أو عشاء أو أي لقاء في محل سكنى برلسكوني في أركور». لكن ماذا عن الأماكن الأخرى غير محل سكنى رئيس الوزراء؟ لا تجيب غير أن الأمر المؤكد هو أن: كناليس تعرف جيدا برلسكوني وتقدره. في برنامج «قضية إيطالية» سنة 2007 كان جورج كلوني وخطيبته يمزحان بشأن علاقتهما ببرلسكوني إلا أن لاشيء يثبت حاليا حضورها حفلة 14 فبراير 2010 كما تزعم روبي. خطة لإطالة المحاكمة والواقع أن كناليس وكلوني ليسا إلا بيادق في استراتيجية الدفاع التي ينهجها محامو برلسكوني والهدف: «إطالة النقاشات حول الجلسات حتى تنسى القضية»، فأولئك الشهود الذين تم استدعاؤهم من طرف محامي برلسكوني ينقسمون إلى ثلاث خانات. الخانة الأولى تشمل أولئك الفتيات القليلات جدا اللاتي يقلن، عكس روبي، إن سهرات برلسكوني «للأعمال الخيرية» لا تخرق بأي شكل من الأشكال القانون. وسيكون من الصعب على هؤلاء الفتيات تكذيب ما جاء في حوالي ثلاثين شهادة تؤكد التهم الموجهة لبرلسكوني، بالإضافة إلى ما تفيده المكالمات الهاتفية التي تم رصدها وأشرطة الفيديو المحجوزة. الخانة الثانية تشمل النخبة المهمة VIPوزيادة على الثنائي كلوني وخطيبته كناليس، تم استدعاء موسيقيين وفكاهيين معروفين ليدلوا بشهاداتهم حول أخلاقيات برلسكوني ليؤكدوا بأنهم لم يحضروا يوما حفلات العشاء المزعومة وبالتالي يكذبون ما جاء في شهادة روبي. يبقى كريسيانو رونالدو الذي يدخل في هذه القائمة حالة خاصة، لأن لاعب الكرة متهم بدوره بإقامة علاقة جنسية مع روبي في29 دجنبر 2009 في الوقت الذي كانت فيه قاصرا. غير أنه كذب هذه المزاعم أما روبي فتؤكد ذلك مضيفة أنها رفضت رفضا تاما استلام أي أموال منه. والخانة الأخيرة تشمل سياسيين ووزراء منهم وزير تكافؤ الفرص مارا كرفانيا ووزيرة التعليم العمومي ماريا ستيلا جيميني الذين سيحاولون إقناع المحكمة بأنهم لم يحضروا يوما إلى سهراته. هذا مع العلم أن الوزيرة مارا كرفانيا دخلت إلى عالم السياسة بفضل علاقتها الشخصية مع برلسكوني التي كانت أيضا سببا في طلاقها. أما علاقته بماريا ستيلا فلم تكن معروفة للعموم. وزير الخارجية الايطالي فرونكو فراتيني بدوره سيحاول الدفاع عن موقف الحكومة، 325 نائبا إيطاليا في هذه القضية يقولون إن برلسكوني تدخل فعلا لإطلاق سراح روبي في قضية السرقة في 29 ماي الفارط ، لأنه كان يعتقد أنها ابنة أخ الرئيس المصري سابقا حسني مبارك! إلا أن هذا الزعم لم ولن يقنع أحدا! ولتكتمل الصورة، اقترح روكو سيفردي، النجم السابق لأفلام الخلاعة، الذي لم يتم استدعاؤه، أن يمد يد المساعدة في الوقت الذي لم يطلب منه ذلك: «أنا أحب برلسكوني لأننا نعاني من نفس المرض فإذا ما احتاجني يكفيه أن يتصل بي، أنا أستطيع مساعدته».لكن يبدو أن برلسكوني في غنى عن هذه المساعدة. هل يمكننا القول إن هذه الدعوى القضائية خاسرة مسبقا؟ لا يسعنا معرفة ذلك الآن فمحامو برلسكوني مستعدون لفعل المستحيل لإخراجه سالما. أكبر دليل على ذلك، محاولة إرشاء امرأة موظفة ببلدية الفقيه بن صالح لتقوم بتغيير طفيف في تاريخ ولادة كريمة المحروق الملقبة ب«روبي» من طرف إيطاليين قدما خصيصا لذلك، لكن لسوء حظهما باءت محاولتهما بالفشل.
برلسكوني واضع القوانين هل سيتمكن رئيس الوزراء الايطالي سيلفيو برلسكوني من تغيير القوانين لصالحه لكي يخرج نظيفا من فضيحة روبي؟ لقد تعود برلسكوني على تمرير قوانين مصاغة خصيصا لخدمة «مصالحه الشخصية»، ويقدر عدد المرات التي عمد فيها إلى ذلك ب19 مرة. آخرها عندما حاول برلسكوني تسريع الآجال القانونية وذلك لإلغاء قضية ميلز التي تتزامن مع قضية روبي. كان المحامي الانجليزي ميلز قد اعترف بتلقيه أموالا من برلسكوني ليقوم بشهادة الزور في قضية استحواذه على إحدى الشركات. تم تأكيد الحكم في محكمة النقض إلا أنه تمت إحالة القضية مجددا أمام قضاة ميلانو بالرغم من تمرير القانون، لكن طابعه الرجعي سيحول دون متابعة برلسكوني بالرغم من ثبوت إدانته. هذا ليس بالأمر الجديد عليه الدليل على ذلك أنه قام سنة 2001 بإلغاء ضريبة الإرث في الوقت الذي تبرع فيه برلسكوني بأمواله لأبنائه. سنة 2002، أمر بتبني «الطعن المشروع» وهو حق يخول للمتهم المطالبة بتغيير القاضي، القانون الذي يستغله محامو برلسكوني كثيرا لتأخير مجرى القانون. في سنة 2007، تم إعفاؤه من قانون خاص بالبناء الساحلي، لتوسيع ڤيلته الشاطئية المتواجدة في جزيرة سردينيا. أخيرا ليس آخرا في سنة 2008، قام بمضاعفة الضرائب على قنوات سكاي المنافسة الوحيدة للقنوات البرلسكونية.