يتهم برلسكوني بممارسة الجنس مع روبي عندما كانت في السابعة عشرة من عمرها. وقال رئيس الجمهورية الإيطالي إن بلاده تعاني من حالة اضطراب خطير بسبب الاتهامات الموجهة لرئيس الوزراء سيلفيو برلسكوني بممارسة الجنس مع بائعات هوى قاصرات. وأضاف الرئيس جورجيو نابوليتانو إنه يأمل في أن يستجيب برلسكوني لطلب التحقيق معه في أقرب وقت ممكن. وكان الادعاء الإيطالي قد أرسل استدعاءً لبرلسكوني من أجل استجوابه في نهاية الأسبوع الماضي، لكن محاميي برلسكوني أعلنوا إنهم لم يقرروا بعد ما إذا كان سيوافق على استجوابه. وقد نفى برلسكوني تهمة ممارسة الجنس مع بائعات هوى. ويواجه برلسكوني ضغوطاً متزايدة، إذ قد توجه له اتهامات في ثلاث قضايا فساد. وفي مقال نشر على الصفحة الأولى بجريدة الروم الكاثوليك الإيطالية، وصف أساقفة بالكنيسة الكاثوليكية الاتهامات الموجهة لرئيس وزراء البلاد بأنها «إعصار مدمر». وقال الحزب الديمرقراطي، وهو حزب المعارضة الرئيسي: «على برلسكوني أن يستقيل إذا كانت لديه أي كرامة». يذكر أن برلسكوني الذي تنتهي ولايته الرئاسية عام 2013 كان قد أفلت بصعوبة من تصويت على حجب الثقة عنه في شهر ديسمبر الماضي. وقد نشرت وسائل الإعلام الإيطالية مؤخرا نصوص مكالمات هاتفية مسربة دارت بين نساء يعتقد أنهن دعين إلى حفلات أقامها برلسكوني، البالغ من العمر 74 عاماً، في قصر يمتلكه قرب مدينة ميلانو. وتركز التحقيقات التي يجريها الادعاء حول كريمة المحروق المعروفة باسم «روبي»، وهي راقصة مغربية تبلغ من العمر 18 عاماً. ويعتقد أن برلسكوني كان يدعوها إلى حفلاته عندما كانت في السابعة عشرة من عمرها، كما يتهم بأنه دفع لها أموالاً مقابل ممارسة الجنس معها. يذكر أن ممارسة الدعارة مع فتيات دون الثامنة عشرة من العمر تعتبر جريمة في إيطاليا. وقد نفت روبي ممارسة الجنس مع برلسكوني بعد أن أشارت إليها سابقا، فضلا على أن نصوص المكالمات الهاتفية المسربة نسبت لروبي قولها إنها طلبت من برلسكوني أن يدفع لها أموالاً مقابل عدم إفشائها سره، وأنه أجابها بأنه على استعداد لإعطائها كل ما تريد من أموال. ونشرت وكالة الأنباء الإيطالية «أنسا» نص مكالمة تليفونية أخرى مسربة بين امرأتين تقول فيها إحداهن للأخرى: «إن ما ينشر في الصحف أقل بكثير من الحقيقة. فالمطلوب ممن يحضرن هذه الحفلات إما أن يفعلن كل ما يطلب منهن أو أن يغادرن». وقد طلب الادعاء من البرلمان الحصول على إذن لتفتيش العقارات التي يعتقد أن برلسكوني يقيم فيها حفلاته. ويقول الادعاء أيضاً إن نيكول مينيتي، وهي مسؤولة محلية وكانت سابقاً طبيبة أسنان برلسكوني، جلبت له عدداً كبيراً من بائعات الهوى. وقد نفت مينيتي التي تخضع للتحقيق هي الأخرى هذه الاتهامات. من جانبه اتهم برلسكوني ممثلي الادعاء بشن حرب سياسية عليه واستغلال سلطتهم للإطاحة به. لكن رئيس الادعاء إدموندو بروتي ليبراتي قال إن التحقيق إجراء إلزامي بعد ظهور أدلة قوية على صحة الاتهامات، من بينها نصوص المكالمات الهاتفية لروبي. وقد حاول برلسكوني إظهار عدم اكتراثه بالتحقيقات عندما سئل عن ما إذا كان سيستجيب لطلب المعارضة بالاستقالة من منصبه، فرد قائلا: «ماذا؟ هل أنت مجنون؟ أنا في غاية الهدوء وأستمتع بوقتي». ويجري المدعون العامون تحقيقات لمعرفة ما إذا كان برلسكوني قد دفع مالا لراقصة قاصر في السابعة عشرة من العمر نظير ممارسة الجنس معها. وحول هذه الواقعة،يقول برلسكوني إنه لم يدفع مالا قط نظير ممارسة الجنس. ولا يعتبر البغاء جريمة في إيطاليا، لكن دفع مقابل مالي لممارسة الجنس مع مومس دون سن ال18 يُعد كذلك. ويُتهم برلسكوني كذلك باستغلال النفوذ والضغط على الشرطة للإفراج في وقت سابق عن كريمة المحروق الراقصة التي كانت تبلغ من العمر 17 عاما والمعروفة بروبي. واعترف برلسكوني بأنه طلب من الشرطة إطلاق سراح المحروق، موضحا أنه قام بذلك بدافع الرأفة. وتنفي المحروق أن تكون مارست الجنس مع رئيس وزراء إيطاليا على الرغم من القول إنها تلقت منه مالا. واعتبرت بعض الصحف الايطالية أن القضاء الإيطالي لن يسائل بيرليسكوني، هذه المرة، حول علاقاته الجنسية مع كريمة المحروق، أو «روبي»، وإنما حول تدخله كرئيس حكومة في شهر ماي 2010 لإطلاق سراح «روبي» بعد اعتقالها من طرف شرطة ميلانو بتهمة السرقة. وبرر بيرليسكوني تدخله بأن «روبي» حفيدة الرئيس المصري حسني مبارك. وكانت روبي قد اعترفت للشرطة، ساعة اعتقالها، بأنها أقامت علاقات جنسية مع بيرليسكوني داخل إقامته الخاصة وكان عمرها، حينئذ، يبلغ بالكاد 17 سنة. غير أن هذه الفتاة، التي تتقن الرقص الشرقي، عادت نفت لاحقا اتهامها لرئيس الوزراء الإيطالي، واعتبرت أن تصريحاتها لدى الشرطة تم تحريفها، في الوقت الذي أكدت أنها ذهبت مرة واحدة إلى بيت بيرليسكوني، وكانت حينها ما تزال قاصرا. في مقابل ذلك، أفادت صحف إيطالية أن الفتاة المغربية شاركت ثلاث مرات في حفلات جنسية في بيت بيرليسكوني، وعادت بهدايا، من بينها سيارة فارهة من النوع الألماني ومجوهرات فضلا عن 150 ألف أورو، وهي الهدايا التي أكد رئيس الوزراء الإيطالي أنه أهداها للراقصة. ويرى محامو بيرليسكوني أن تحريك «فضيحة روبي» من جديد يعتبر تدخلا في الحياة الشخصية لموكلهم الذي تحدث، من جانبه، عن مؤامرة سياسية يصوغها قضاة يريدون رأسه. ويعتبر بيرلسكوني من أكثر الشخصيات جدلا في بلاده بسبب تصريحاته وسلوكه عموما، الذي أغضب زوجته فيرونيكا لاريو، ودفعها لطلب الطلاق بعد ثلاثين عاما من الزواج والحياة غير المستقرة. ويذكر أن بيرلسكوني التقى لأول مرة مع فيرونيكا لاريو، التي كانت تعمل في مجال التمثيل، عام 1980، وهي الزوجة الثانية له بعد طلاقه من زوجته السابقة، وقد أنجب منها ثلاثة أبناء. ومنذ زواجهما كانت فيرونيكا قليلة الظهور العلني مع بيرلسكوني، وكانت دائما تنتقد تصرفاته وتعامله مع الفتيات...