سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
الادعاء الإيطالي يحدد تفاصيل التحقيق في اتهامات ضد رئيس الوزراء سيلفيو برلسكوني يعترف بأنه مرتبط عاطفيا.. والكنيسة الكاثوليكية تطالبه بالوضوح بشأن الفضائح الجنسية
قال ممثلو ادعاء يحققون مع رئيس الوزراء الإيطالي سيلفيو برلسكوني، في وثيقة قدمت للمحكمة أمس، إن عددا كبيرا من النساء مارسن البغاء معه. وأرسل ممثلو الادعاء الوثيقة إلى مجلس النواب لإعطاء مبررات لطلبهم تفتيش مكتب صديق لبرلسكوني يعتقدون أنه دفع أموالا لامرأة نيابة عن رئيس الوزراء البالغ من العمر 74 عاما. وجاء في وثيقة الادعاء أن نيكول مينيتي وهي مسؤولة إقليمية في حزب برلسكوني الحاكم جندت «عددا كبيرا من النساء من صغار السن مارسن الجنس مع سيلفيو برلسكوني». ونفت مينيتي، التي تخضع أيضا للتحقيقات، هذه الاتهامات. وتبين الوثائق المقدمة أن بعض النساء مارسن الجنس السحاقي أمامه وأمام أعوانه، وأن نيكول مينيتي لعبت دورا في تجنيد الفتيات لهذا الغرض، إلا أنها نفت ذلك. وحسب وثيقة قدمت للمحكمة مبنية حول مكالمة هاتفية لرجل شرطة يقول فيها: إن مينيتي كانت هناك أيضا وشاهدها وهي تقبل برلسكوني باستمرار، وكان المنظر شبيها ببيت الدعارة»، كما جاء في تقرير لوكالة «رويترز». ويعتقد ممثلو الادعاء أيضا أن برلسكوني أعطى بعض النساء حق استخدام عدد من الشقق مجانا في مجمع سكني بالقرب من ميلانو مقابل الجنس حسبما ورد في وثيقة نشرت في موقع لمجلس النواب على الإنترنت. وتذكر الوثيقة بالتفصيل الاتهامات التي وجهها ممثلو الادعاء الذين يحققون فيما إذا كان برلسكوني دفع أموالا مقابل الجنس مع كريمة المحروق عندما كانت تبلغ من العمر 17 عاما وهي راقصة ملاه ليلية تشتهر باسم «روبي». ومن المتوقع أن تقرر لجنة برلمانية خاصة هذا الأسبوع الموافقة على الطلب أو رفضه. وينفي برلسكوني ارتكاب أي أخطاء ويقول إن هذه المزاعم سخيفة، واتهم قضاة التحقيق بالعمل بطريقة غير قانونية من أجل دوافع سياسية. وقال إنه لم يدفع أموالا على الإطلاق مقابل الجنس وأنه في علاقة مستقرة منذ الانفصال عن زوجته الثانية. واقترن اسم رئيس الوزراء المحافظ بسلسلة من الفضائح الجنسية منذ انفصاله عن زوجته فيرونيكا لاريو التي طلبت الطلاق في عام 2009 قائلة إنها لا يمكنها أن تعيش مع رجل «يقيم علاقات باستمرار مع قاصرات». لكن أحدث اتهام يأتي في توقيت صعب لبرلسكوني الذي لم يعد يتمتع بأغلبية برلمانية آمنة منذ انفصال حليفه السابق جيانفرانكو فيني عن الائتلاف في العام الماضي. وجاء في الوثيقة أن كريمة المحروق أبلغت المحققين بأن بعض النساء سمح لهن باستخدام شقق بالمجان في ضاحية سكنية على مشارف ميلانو بناها إمبراطور الإعلام أثناء ازدهار العقارات في السبعينات. وقالت الوثيقة «فيما يتعلق بهذه النقطة كشف التحقيق عن أدلة كافية» وذكر أسماء ثماني سيدات قامت الشرطة بتفتيش الشقق التي أقمن فيها. وركز التحقيق على المحروق التي تقول إنها حصلت على 7000 يورو (9318 دولارا) نظير حضور إحدى حفلات برلسكوني في فيلته بالقرب من ميلانو. ويزعم المحققون أنها ذهبت إلى مقر إقامة برلسكوني مرات عديدة في الفترة بين فبراير (شباط) ومايو (أيار) 2010 عندما كان سنها أقل من 17 عاما وأنه دفع أموالا ليمارس الجنس معها. وقال رئيس الوزراء الإيطالي في بيان يوم السبت الماضي «لم يحدث قط في 17 عاما من المحاكمة القضائية المكثفة ضد شخصي أن تمكن ممثلو الادعاء في ميلانو من أن يشوهوا - بمثل هذه الطريقة غير القابلة للتصديق والمثيرة للضحك - الحقيقة الواقعية والضمانات الدستورية ودولة قائمة على الحقوق». وذكر أن التحقيق له دوافع سياسية لإخراجه من الساحة السياسية التي يهيمن عليها. وفي استطلاع غير رسمي للرأي أجرته قناة «سكاي تي.جي.24» للأنباء قال 60 في المائة إنهم لا يوافقون برلسكوني الرأي في أن التحقيق هو محاولة لتلويث اسمه. وقالت روبي ل«سكاي» «لقد كان يعرف أنني أواجه صعوبات لأني كنت قد انتقلت حديثا من ميلانو» وتحدثت عن حفلات العشاء التي كان يقيمها رئيس الوزراء في منزله وقالت إنها كانت تضج بالضحكات والنكات وأن أطباق الطعام كانت مزينة بألوان العلم الإيطالي. وقال رئيس الوزراء الإيطالي سيلفيو برلسكوني إنه مرتبط في علاقة عاطفية مستقرة منذ انفصاله عن زوجته في دحض لمزاعم بأنه دفع مالا مقابل ممارسة الجنس مع راقصة بملهى ليلي يقل عمرها عن 18 عاما. وفي رسالة بالفيديو لأنصاره بثت يوم الأحد الماضي هاجم رئيس الوزراء الإيطالي المحققين وقال إنهم تصرفوا بشكل «غير قانوني وغير مقبول» ونفى أنه دفع مالا مقابل ممارسة الجنس. وقال «من السخف التفكير في أنني قد أدفع مالا من أجل أن أمارس الجنس مع امرأة. هذا لم يحدث قط ولو مرة واحدة في حياتي. لأنني أعتبر ذلك مهينا. منذ انفصالي - ورغم أني لم أكن أود أن أقول ذلك حتى لا أعرضها لوسائل الإعلام - لديّ علاقة عاطفية مستقرة مع امرأة ومن الواضح أنها تكون عادة معي في تلك الأمسيات ولن تسمح بالقطع سواء خلال تلك الأمسيات أو بعد العشاء بحدوث تلك الأشياء المنافية للعقل التي تحدثت عنها بعض الصحف». وركزت وسائل الإعلام الإيطالية على الحفلات التي يقيمها برلسكوني منذ أن وصفتها الراقصة المراهقة بأنها حفلات صاخبة في تلميح إلى أنها حفلات ماجنة. ولم يلمح برلسكوني من قبل إلى أنه مرتبط بعلاقة عاطفية مستقرة منذ انفصاله عام 2009 عن زوجته فيرونيكا لاريو التي قالت حينها إنها لا تستطيع البقاء مع رجل «يتردد على القاصرات». ومنذ ذلك الحين نجح قطب الإعلام في الإفلات من عدد من الفضائح الجنسية، وقال دون أي شعور بالذنب «لست قديسا» حين سربت عام 2009 تسجيلات صوتية لمحادثات حميمة بينه وبين مرافقته. لكن تحقيق ميلانو يأتي في وقت حساس لبرلسكوني الذي يواجه بالفعل صعوبات سياسية بعد نجاة حكومته الشهر الماضي بصعوبة من اقتراع على الثقة في البرلمان وخسارته حصانته الكاملة من المحاكمة بعد حكم أصدرته المحكمة الدستورية الأسبوع الماضي. ومن جانب آخر حثت الكنيسة الكاثوليكية برلسكوني أمس الثلاثاء على إلقاء الضوء على الاتهامات التي يواجهها في فضيحة جنسية آخذة في التوسع. وطالبت الكنيسة في المقال الافتتاحي لصحيفة «أفينير» اليومية التي يملكها مؤتمر الأساقفة الكاثوليك ب «الوضوح اللازم». وأشارت وكالة أنباء (إس. آي. آر) وهي وكالة مرتبطة أيضا بالأساقفة الإيطاليين إلى «الفضيحة القضائية السياسية» المتعلقة برئيس الوزراء، قائلة إنه «لا توجد سوى حقيقة واحدة تتمثل في الحاجة إلى تقديم إيضاح سريع». وجاء في مقال «أفينير» بقلم رئيس التحرير ماركو تاركوينيو أنه إذا كان سوء استغلال السلطة من قبل رئيس الوزراء «يمثل أخطر جريمة من حيث التبعات الجزائية» فإن «ممارسة الدعارة مع قاصر.. لا يمكن أخلاقيا التسامح معها مطلقا». وكان برلسكوني كرر في الماضي أن حزب «شعب الحرية» الذي يرأسه، يحافظ على القيم الأسرية التقليدية وتقاليد الكاثوليكية الإيطالية. غير أن محرر «أفينير» تساءل عما إذا كانت تصرفات رئيس الوزراء المزعومة تتفق ودعوة سبتمبر (أيلول) 2010 التي أطلقها رئيس أساقفة إيطاليا. وكان الكاردينال أنجيلو باجناسكو قال إن «السلوك القويم جزء من دور» أولئك الذين يتولون مناصب المسؤولية في الحكومة ومواقع أخرى.