أصبح رئيس الوزراء الإيطالي سيلفيو برلسكوني غير قادر على التزام الصمت بخصوص قضية حفلاته المشبوهة بمنزليه «بلاتسو غراتسيولي» بروما و«فيلا تشيرتوزا» بسيردينيا، فالدلائل والاتهامات لا تتوقف في هذا الإطار. ففي الوقت الذي قامت فيه باتريسيا داداريو (إحدى الفتيات اللواتي حصلن على مبالغ مالية مقابل قضاء ليلة مع برلسكوني)، صباح أمس، بتقديم 6 أشرطة صوتية ومرئية جديدة مع دلائل أخرى إلى الشرطة المالية بباري على تورط برلسكوني في عمليات الدعارة مع رجال أعمال إيطاليين بقصر «غراتسيولي»، كانت النيابة العامة بنفس المدينة الإيطالية تحقق مع 15 فتاة أخرى، من بينهن أجنبيات ليؤكدن أنهن حصلن على مبالغ مالية وهدايا مقابل السهر مع رئيس الحكومة الإيطالية وأصدقائه من أعضاء الحكومة وحتى المعارضة. ورغم أن عددا من المقربين لبرلسكوني، وعلى رأسهم مستشاره بوناوتي نصحوه بعدم التعليق والحديث عن الموضوع فقد اعترف قائلا: «لم أكن أعرف أن الفتيات المدعوات إلى حفلاتي حصلن على أموال مقابل ذلك». وتفاديا لاستغلال الصحف والنيابة العامة بباري لاعتراف برلسكوني بإقامته حفلات صحبة فتيات، سارع محاميه غيديني ومعه عدد من سياسيي اليمين والهيئة الإيطالية لحماية الحياة الخاصة إلى التأكيد على أن الخوض في تفاصيل الموضوع هو خرق للحريات الخاصة ومساس بسمعة رئيس الوزراء، مؤكدين أن القانون الإيطالي لا يسمح بذلك ويعاقب عليه. لكن مصادر بالنيابة العامة بباري ومعها حتى وسائل الإعلام الإيطالية أكدت أنها لا تهتم بالحياة الخاصة لبرلسكوني بقدر ما تهتم بالاتجار بالفتيات وبالدعارة والمخدرات التي يجرمها القانون الإيطالي. النيابة العامة ولجلب دلائل جديدة على تورط رئيس الوزراء في قضايا الدعارة والمخدرات فتحت تحقيقا مع رجل الأعمال الأول بجهة بوليا جان باولو ترانتيني الذي يربط علاقات صداقة ب«البريمر» (رئيس الوزراء) بعد رصد مكالمات له تؤكد أنه كان الوسيط الأول بين الفتيات وبرلسكوني وأنه هو من نظم كل شيء ليجلب العشرات من الفتيات الحسناوات من جهة بوليا إلى قصر «غراتسيولي» بروما وفيلا «تشيرتوزا» بجزيرة ساردينيا مقابل أجر يفوق الألفي يورو لكل واحدة منهن. وتتحرى النيابة العامة نفسها عن اسم آخر يدعى نيكولا .د، وهو مروج للمخدرات شوهد بصحبة ترانتيني وعدد من الفتيات اللواتي سهرن مع برلسكوني. وباتريسيا التي فجرت القضية بالصحف الإيطالية لم تقتصر على جريدة «إلكوريري ديلا سيرا» بل تعدتها إلى صحف أخرى حتى خارج الحدود مثل صحيفة «التايمز» التي كررت في حوار لها ما ذكرته سابقا عن لقائها ببرلسكوني ليلة سهرها معه: «طلب مني رجل الأعمال ترانتيني الذي كنت أعرفه جيدا أن أصطحبه في سهرة إلى روما، فلبيت دعوته مقابل أن يمنحني ألفي يورو لنسافر معا من باري إلى روما، لكننا قبل توجهنا إلى مكان السهرة الذي لم أكن أعرفه توجهنا إلى مطعم فندق بالعاصمة الذي تعشينا فيه والتقينا بفتاتين أخريين رافقتانا إلى مكان السهرة الذي لم يكن إلا قصر «غراتسيولي». دخلنا القصر ثم قاعة فسيحة فيه ليخرج إلينا رئيس الوزراء، الذي كان مرحا وظريفا بعد تناولنا البوظة معه. في اليوم الموالي اتصل بي سيلفيو برلسكوني شخصيا وطلب مني الحضور فلبيت طلبه والتقيته مرة أخرى بقصره فطلب مني أن أتوجه إلى إحدى غرف نومه ...» تحكي باتريسيا التي يعتقد أن اعترافاتها ضد برلسكوني هي انتقام منه بعد أن أخلف وعده لها بمساندتها في الانتخابات الإدارية الأخيرة التي تقدمت لها تحت اسم تحالفه «حزب الشعب الحرية» للحصول على منصب بالمجلس البلدي لمدينة باري .